" ألآخفاق السياسي ألآيزيدي ..الى متى "؟ ج/2
سرهات شكري باعدري
sarhathussein @yahoo.de
الكيان السياسي ألآيزيدي المرتقبْ ل( حيدر ششو) زوبعة في فنجان.!؟
يقول الثائر (تيشي جيفارا)
هذا هو التناقض المأساوي في الثورة : أن تناضل وتكافح وتحارب من أجل هدف معين وحين تبلغه وتحققه تتوقف الثورة وتتجمد في القوالب.
حينما كنا نشاهد قائد مقاومة وحماية شنكال و أيزيدخان من على التلفاز أو من خلال بعض فيديوهات شبكات التواصل ألآجتماعي( الفيسبوك )في ذروة ألآيام العصيبة والمظلمة التي أنهالت كالصاعقة على أهلنا وذوينا في شنكال أمام قبة مزار شرف الدين ذالك المكان المقدس الذي أصبح أسطورة العصر وعنوان التحدي والصمود والمقاومة بوجه أشرس عدو في العصر الحديث بلا منازع و بقيافته وبدلته العسكرية التي كانت غالباً ما تبدوا عريضة بعض الشيء عن بدنه النحيل وتلك الجعبة المرصوة بتلك المخازن المملؤة بالاطلاقات النارية من على صدره وبيده بندقيته التي لم يفارقها حالة ألآستعداد والذروة للذود عن المزار المقدس الذي بقى عصياً عن دخول ألآعداء بعزيمة وهمة النشامة من رجال المقاومة ألآيزيدية البواسل الذين أبلوا بلاءاً حسناً في التضحية والفداء للآجل لم يدنسّ ترابه الطاهر والمقدس أصحاب الرذيلة والفحشاء أصحاب اللحية النتنة وألآقدام الحافية و القذرة من الدواعش وخفافيش الظلام أعدء الحضارة.
كانت تراود مخيلتنا صورة حيدر ششو بأنه اشبه ما يكون ب(تيشي جيفار وهوشي منه) العصر للايزيدية والذي سوف يكون منقذ ألآيزيدية ورمزاً من رموز نهضتهم العصرية. وبنيت ألآمال والتطلعات للشباب ألآيزيدي المتعطش والتواق الى نسيم وأريج الحرية وتدافعت ألآفواج من الشباب للالتحاق بهذا النضال الطوعي الذي أعدّ بكل المقايس نواة صحوة الضمير ألايزيدي في مرحلته العصيبة والراهنة وأسهم هذا الكم من الشباب المتطوع مساهمة فعالة للنهوض بحالة مستجدة وعفوية متقمصة من شعورهم بالغبن و الكيل بمكيالين مقارنة بغيرهم من أخوتهم وما تعرضوا له من ألآضطهاد بعد ان أصبحت الكرامة الايزيدية سلعة رخيصة تباع وتشتري في أسواق الرق والنخاسة والعبودية في الرقة والموصل ورياض وعكاظ.
ظنّ ألآيزيديون المغلوبين على أمرهم بأن تباشير كيانهم السياسي الحديث المنشيء الذي جاء بأحدث مواصفات العصر (فول أوتوماتيك )أن صح لنا القول والتعبير بذالك ، الانه كان كيان سياسي يزيدي ديمقراطي كردستاني عراقي وألآعتقاد السائد لدى المليء بأنه سوف يكون هذا الحراك السياسي منعطفاّ جديداّ في ألآتجاه الصحيح بعد ألآخفاقات السياسية المتتالية والمتكررة للايزيدية والتي لم يكن في محصلتها النهاية للمغلوبين على امرهم لا ناقة ولا جمل.
كانت البيانات الصادرة من أعلامه بمثابة أهازيج ألآنتصار والفرح وأكاليل الغار يفوح منه أريجاً أمتزج بين الربيع ألآيزيدي المرتقب والتي بدءت تباشيره تلوح في ألآفق وبين نشوة السياسة نتيجة وصلهم الى مرحلة اليأس والقنوط من ألاجواء السياسة المغيمة والمسيرة عليهم . التي كانت بمثابة حلماً من أحلام اليقظة للايزيدين وأملهم المنشود. الذي ضاع مثلما ضاعت أمال هذا الناسك العجوز مع الجرة الذي سوف نسرد لكم قصته فيمايلي:
يقول الراوي يا سادة يا كرام أنه كان في قديم الزمان رجل عجوز يعمل راعياً في قرية ما من القرى المشيدة في بقاع أرض الله الواسعة وكان اهل القرية يتصدقون عليه في المأكل والمشرب والكسوة وكان ما يحصلْ عليه من السمن يفيض عن حاجته ففكر الرجل الناسك بأن يشتري زير أي جرة ويضع فيها ما هو فائض من السمن ووضع الجرة وعلقها فوق راسه في غرفته ومضت ألآيام وجاءت ألآخرى فقال الرجل في نفسه دعني ان القي نظرة على الجرة فشاهدها بانها على حافة ألآمتلاء وقال في نفسه وهو يقظاً بانه بعد أيام معدودة سوف تمتليء الجرة بالسمن وأخذها الى سوق المدينة وأبيعها وأشتري بمبلغها نعجتين وبعد سنة ترزق النعجتين تؤماً من الخرفان وهكذا على التوالي وأقوم بالاستفادة من منتجاتهم وبيعهم وبعدها أحصلْ على أموال طائلة وتتمنى حسناوات القرية ألآقتران و الزواج معي وحينها أتقدم بطلب أيدي فتاة من حسناوات القرية الجميلات وصاحبة الحسن والخلق وبعدها أسترزق بولداً صالح وطالح وسوف يقوم الولد ببعض( الوكاحة) في البيت ولم يطيع كلام امه فأدبه بهذه العكازة وسحب العكازة التي كانت مركونة بجانبه ورفعها بقوة الى ألآعلى ولسوء الحظ وعوضاَ من تأدب الولد الصغير جاءت في منتصف جرة السمن وحصل ما لم يكن في الحسبان وبدء السمن يسكب رويداً رويداً على رأسه وضاعت أحلامه وأماله الوردية.
هكذاعزيزي القاريء لم يكن ألآيزيديون أوفرّ حظاَ من الناسك العجوز بكيانهم السياسي الذي أخفق أمالهم وتطلعاتهم ليكونوا أسوة بقية المكونات العراقية أصحاب فكر ومبدء سياسي أصحاب رؤية وايدولوجية تعينهم في السراء والضراء تنقذهم وتساندهم، أصحاب خطاب موحد وتحت خيمة واحدة ويكون قرارهم بيدهم ويعتمدون على الذات من دون ألآعتماد وعمل مستخدمين ومؤجرين لدى غيرهم أنه أخفاق أخر يضاف الى ألاخفاقات التي سبقتها في الغد وسوف تلاحقهم هذه الاخفاقات أذا لم يبنوا كيانهم على بنيان راسخ نابعاً من الشعور بقضيتهم بعيداً عن الانتهازية التي أصبحت ورم خبيث بحاجة الى أستئصاله من الجسد الايزيدي ..؟
يقول السيد ششو في أحدى مقابلاته مع السومرية نيوز بخصوص كيانه الذي لم يرى النور بعد أو لربما أجهض وهو في طور الجنين من قبل اخصائين في ألآجهاض والتوليد.
أن "قضية الإيزيدية هي قضية دينية، لهذا كان الإيزيدي في فرمان شنكال الأخير، هو الضحية الأولى والأخيرة بسبب دينه، دون سواه"، مبينا انه "بعد أكثر من عقد من العراق الجديد، حُرم الإيزيديين من بغداد كمواطنين كردستانيين، و من كردستان كمواطنين عراقيين.
الشيء المتناقض بين القول والواقع فأن السيد ششو لايزال عضواً في اللجنة المركزيّة للاتحاد الوطني الكردستاني؛ الحزب الذي تنازل عن مناطق نفوذه في شنكال لصالح الحزب الديمقراطي الكردستاني بغية الحصول على مكاسب في مناطق اخرى فهل يا ترى سوف يحتفظ السيد ششو بكيانه في المنطقة الذي اصبح أشبه ما يكون بالحرباء تارة تحت علم ايزيدخان وتارة تحت علم الاتحاد الوطني أم سوف يتنازل عنه كما تنازل حزبه من قبله .؟
ما هو مصير جولاته و صولاته المكوكية في عواصم والمدن ألاوربية واليوم في عاصمة الضباب لندن كلها ذهبت سؤدداً وهباءاً على الرغم من الدفء الذي كان يمنحه بيرق أيزيدخان الذي يتوسطه ذالكْ الشمس الوهاج وتلك الاشعاعات الذهبية المنبثقة منها التي كان ترفرف بجانبه ولا تفارقه في ندواته وأجتماعاته ومن على صدره الذي كان بمثابة الدرع الحصين الذي قارع همرات ومصفحات داعش التي لاذتّ بالهزيمة والخذلان .
أين صفى الدهر بتلك الخطابات الرنانة التي كانت تصدر من توجيه السياسي والتي غالباً ما كانت تتسم بالخطوط الحمراء على سبيل المثال مقاومة شنكال خط احمر المجلس الايزيدي خط احمر تحرير شنكال خط احمر وما الى ذالك الكثير من الخطوط الحمراء لكن على ما يبدوا فأن السحر انقلب على الساحر وأصبح كيانه السياسي خطاً أحمر وختم أفواه منابرهم ألاعلامية بالشمع ألآحمر هذه المرة والى ألآبد وليدرك الجميع بان هذا اليسناريو لم يكن الا ذرة رماد في العيون او ضحكاً على الذقون لا بل لم ولنْ يكنّ الا في نهاية المطاف زوبعة في فنجان ..؟
أنقر للاطلاع على الجزء ألاول http://www.bahzani.net/services/forum/showthread.php?116611-.




