الأحد، 20 مارس 2016



بحزاني نت حاورت الكاتب 
سرهات باعدري حيث حدثنا من بيلافيلد / المانيا قائلأً :


أن أردنا الحداثة لهذه الديانة فهنالك جوانب عديدة بأستطاعتنا أن نجري بعض التعديلات في مضمونها مثل المؤسسة الدينية. شيء يسرّ النفس عندما نجدّ رجل الدين له الالمام والمعرفة بالسياسة والعكس صحيح أيضاً اي عندما السياسي يؤمن بنصوص دينه ويعمل جاهداً بقدر ألامكان توضيفها في حياته اليومية ونهجه السياسي العام، بلا أدنى شك هذا يساهم اسهام فعال في ديمومة الدين ونصه . أن أندماج ألآيزيديين في المجتمع ألآوربي أصبح بمثابة لقمة سهلة وسائغة وخصوصاً بين الفئة العمرية الشبابية وذالك لعدم توفر لديهم المناعة والحصانة الدينية مقارنةبالآخرين .
الإيزيدية إلى أين؟

ملف خاص ب"بحزاني نت"
حوار مع الكاتب سرهات باعدري


في بداية الحوار نقدم شكرنا الجزيل للواجهة ألآعلامية ألايزيدية الفتية والمستقلة ولسان حالهم بحزاني نت والغنية عن التعريف على هذه الدعوة للمساهمة في أبداء الرأي حول ما ستؤول اليه ألآيزيدية في هذه المرحلة الحاسمة والى أين العوّم و المطاف بسفينتهم الشبه الغارقة بين ألامواج العاتية ، والتي لاترحم الحجرّ كما هو حال البشرّ معها أيضاً. يستوجب علينا في مستهل هذا الحوار الصريح الوقوف على بعض الحيثيات، والتعمق الجادّ بألاجابة الشافية للسؤال الذي يطرح نفسه علينا بكل وضوح ويستحيلّ علينا تجنبه.؟
ذالك السؤال الجوهري ألآ وهو (أين همّ ألآيزيدون ألآن) وحال تلمسنا ألاجابة الضمنية على هذا السؤال سوف يفتح لنا ألافاق لمعرفة المزيدّ عن الطريق الذي سوف نسلكه لاحقاً.ألآيزيدون هم ضحية مؤسستهم الدينية وواقعون بلاّ محال بين مطرقة السياسة التي لا ترحم بهم وسندان تلك الهجرة الجماعية التي تقودهم الى الفناء والمجهول المرتقب لهم .الشرخ الذي حصل في صف البيت ألآيزدي اليوم لم يأتي من مجهول وكذلك لم يكن محض صدفة بلْ تبلورت وساهمت عوامل عديدة على مرّ أكثر من ثلاثة عقوداً منصرمة في التوصل الى هذه الحالة الذي نحن نعيش ويلاتها والتفاقم والتأزم الحاصل ،والبكاء على أطلالها القديمة التي هي في حالة ألآندثار بين أفراد ومجموعات هذه الديانة العريقة .ليس بمقدورنا أن ننكرّ من خلال هذه الفترة المذكورة ان ألآنفتاح ألآيزيدي على العالم الخارجي قدّ نال صيتاَ وصدى ملموساً لتعريف العالم جذور هذه العقيدة الراسخة وأخرجتنامن عنق الزجاجة وأفاقتنا من تلك الغيبوبة والسبات التي كنا نمر فيه منغلقين على أنفسنا . ألآن اصبح القاصي والداني لديه المعلومة عن ألآيزيدية, وتلاشت معها المزيد من ألآفكار الخاطئة التي روجت عنهم من خلال بعض الكتب التي صدرت أبان ألآربعينيات من القرن المنصرم والتي تميزت بالمصداقية الضئيلة وحاولت بجهدّ ألآمكان تضليلهمّ
من البديهي تعتبرهذه الحقبة الزمنية بمثابة العصر الذهبي للانفتاح هوية ألآيزيدية عن العالم وكذالك العكس صحيح وهذا يعود الفضل الى العولمة والثورة المعلوماتية والحداثة. بعدّ أن كان ألآيزيدي غير معروفاً في محيطه الجغرافي الضيقّ وأن عرف فكانت الصفة السلبية هي السائدة على هذا المعتقدّ وكان ينظر اليه بكل أزدراء وحقدّ من المحيطين به.نستدّرك من هذا جلياً بأن توسع الشرخ الحاصل في صفه قابل على الزيادة مع مرور الزمن والتناسب أصبح طردياً أي كلما تطور العالم فخطنا البياني يبدء خطوتين بالتراجع.ألآعتقاد السائد والذي أعتبر نفسي أيضاً من الموالين لكفه المتأرجح بأن التعليل لهذه ألآزمة والتفاقم والتشرذم وعدم وجودّ الخطاب الموحدّ وعدم تقبل الراي والرأي ألآخر وعدم قبول المادون الفوق والمصالح الشخصية الضيقة هي التي قادت بنا الى هذا المحكّ، الذي نجدّ فيه الصعوبة البالغة لتخطي أسوارها الشائكة والمنيعة لكي ننهض من جديد ونواكب السير للوصول الى المبغي الحقيقي، والكشف لغير معتقدي هذه الديانة عن مضمون رسالتها الموحدة والتي تؤمن بالله . وانه دين يحمل في طياته المباديء الانسانية بكل ما للكلمة من معنى ،وروح التسامح يعدّ المقوم والركيزة ألاساسية في نصحه وأقواله وأرشاداته. ويكمننا أجمال وتلخيص الاسباب التالية التي أدت الى ما نحنْ عليه ألآن:ـــ1ــ عدم فصل الدين عن السياسة: الدين هو عبارة عن نصوص تتعلق بالمقدس وما وراء الطبيعي وتصيغ مجموعة من السلوكيات ألاخلاقيةواالتشريعات، وعلاقة الفرد لا تتم مباشرة مع النص الديني وأنما عن طريق المؤسسة الدينية التي تعمل جاهدة من خلاله لآيصال وتفسير النص الديني لكي يتقبله الفرد وينفذه من خلال حياته اليومية والدينية والدنيوية وهذا النصح وألارشاد يعتبر من صلب الواجب الملقاة على هذه المؤسسة وللآسف الشديدّ نحن نفقد هذه المؤسسة الحيوية والتي تعبر بمثابة حجرّ الزاوية لترسيخ هذه القيم والمباديء في ذهن ّ مريده وتجعلهم مؤهلين لتلقي النص الديني وتوظيفها في حياتيهم اليومية لكي يتصرف بسلوك لايجعله الانحراف عن مسار تلك الرسالة المبغاه منها. نلاحظ عن كثب تواجد هذه المؤسسة في بقية المعتقدات ألاخرى، ألآخوة المعتنقين لديانة ألآسلامية لهم الجوامع وكذالك حال الكنيسة للاخوة المعتنقين لديانة المسيحية،ويذهب المسؤول والرئيس والمرؤوس وكافة طبقات الشعب الى هذه المؤسسة التي يحاول من خلالها المرشد الديني القاء الموعضة عليهم والمكان هذا له قدسيته والناس كل هنا سواسية وبعيداّ كل البعد عن التسيس وفي الجهة المقابلة للايزيدين نجد بأن المسؤول السياسي هو رجل الدين وهو الموعظ والداعية ورجل الدين أصبح سياسياَ بارعاً .شيء يسرّ النفس عندما نجدّ رجل الدين له الالمام والمعرفة بالسياسة والعكس صحيح أيضاً اي عندما السياسي يؤمن بنصوص دينه ويعمل جاهداً بقدر ألامكان توضيفها في حياته اليومية ونهجه السياسي العام، بلا أدنى شك هذا يساهم اسهام فعال في ديمومة الدين ونصه، ولدينا أختلط الهابل بالنابل وهذا ما جعلْ شرخنا اكثر اتساعاً،ومن طيننا أكثرّ بلة. وبمرور الزمن نجدّ أنفسنا وبصورة غير مباشرة أمام ايدولوجية سياسية صرفة تعمل جاهدة لفك الرموز الروحية والترابط الوجداني والخشوع لهذه الديانة وننصبّ في بودقتها.وهنا أستذكرني قول الزعيم الروحي الهندي مهماتا غاندي والذي مفاده يقول بأنه لو حصل شجار بين سمكتين في اعماق البحر فأن اصابع الاتهام موجهة الى سيدة العالم في حصول هذا الخلاف واليوم أصبح المعترك السياسي هو نقطة الاختلاف بين ألاسماك في أعماق المحيطات وبين الطيور في أفاق السماء وبين البشر على وجه كرتنا ألآرضية.2ـ ألآصلاح الهدام:ـ بين فينة وأخرى تطفو الى الوجودّ وتعلوا بعض ألآصوات والصيحات التي تنادي بالتغير وألاصلاح والحداثة والتجديدّ ضنناَ منهم بأن ألايزيدية هو عبارة عن الهاتف الذكي(أيفون 4) وسوف يحاولون أيجاد جيل أخر من الهواتف الحمالة أكثر حداثة وأدق تقنية وأوفر معلوماتية ومزيداًمن الجمالية وأخف وزناً وأصغر حجماً...؟ أظنّ بأن هذه الحداثة الهدامة مع شديدّ ألاحترام والتقدير والمودة لمنظريها الجددّ ورأيهم السديد بأنها سوف تجعل ألآيزيدية في حالة ألآضمحلال وألآندثار التي سوف بمرور الايام يبدء التأكل عليه الى حين أخفاء وجدها ونكون في خبر كان. أن المشروع الذي ينادي به المبشرون الجدد في الديانة ألآيزيدية أن صح التعبير . يعتبر ناقوس الخطر وخطاً أحمراًفتح الباب على مصراعيه لتقبل هذه ألآفكار الهدامة يلاحق ألآسى بالايزيدية عوضاَ عن ترسيخ جذورهم التأريخية القديمة ، فالمشروع اللوثري الجديد الذي يدعوا الى المزيدّ من الطبقات. وزواج الطبقات في ما بينهم يقودنا الى الهاوية. ويجعل تماسكنا أكثر هشاشة ويفتح الطريق أمام ألآجيال الاحقة للدخول في هذا المنعطف الخطير ويجردنا من العمق التأريخي للاصالة والقيم التي تعد من أهم الركائز المستندة عليها هذه الديانة وسرّ بقائها وديمومتها ويجب أن نفتخر بها عوضاً عن ألآستهزاء بها وهدرها بأسم الحداثة.أن شئنا أو أبينا فأن الحداثة والعولمة تغزونا بدون أن ندرك بما يجري من حولنا ، والحداثة أصبحت اليوم ضرورة ملحة من ضروريات الحياة العصرية وبدون مواكبتها يجعلنا أن نترواح في مكاننا ولكن في نفس الوقت لا يستوجب علينا أن نسبق أحداثها بلْ نصعدّ السلم بدرجة تلو ألاخرى و لآنميلّ بدرجة 180 في برهة واحدة بل بخطوات متناسقة.أن أردنا الحداثة لهذه الديانة فهنالك جوانب عديدة بأستطاعتنا أن نجري بعض التعديلات في مضمونها مثل المؤسسةالدينية وبعض الجوانب ألآجتماعية كالمهور والطلاق المتفشسي في مجتمعنا مسألة العنوسة، الزواج القسري، المدارس الدينية ، ألآحوال الشخصية الهجرة الى أخره من الجوانب، و ليس هدم القيم الروحية والمساس بها مباشرة.الظنّ الغالب بأن هذه الدعوة لا تجدّ ألارضية المناسبة في المجتمع ألآيزدي وهي ليس ألآ زوبعة في فنجان لآنها لا تستند على الموضوعية والدراسة البحثية بلْ اجتهاد منفردّ .3ــ المدّ ألاوربي: ـ يعتبر هذا المدّ من أخطر ألآمواج العاتية التي تعرض سفينتا السائرة بدون ربان الى التهلكة وتحرفنا عن خط سيرنا وسوف يأتي يوماَ يجعلنا أن نصطدم بجبل جليدي أكثر صلابة من الذي واجهته التايتانيك. موجاَ يجعلنا أن ننصهر في دهاليز الغربة، موجاً يناطحنا بالتصادم الحضاري الغير المتكافيء بين الشرق المحافظ والغرب المنفتح.تعدّ الهجرة الجماعية الغير المنظة التي أجتاحت المجتمع ألايزيدي منذ منتصف التسعنيات بكل المقايس بمثابة خلية من الخلايا السرطانية أصيب به الجسد ألآيزيدي والشفاء منه بات مستحيلاً وما..؟ أدراكم ما هي الغربة في أوربا أنها الهاوية بعينها أنها الضياع بكل معانيه أنها جعلت من الصديق في الوطن عدوا له خارجه انها تمزيقاً للقيم الروحية النبيلة.أن ما يؤسفنا جداّ تلك الصفة التي يمتلكها ألايزيدي لا أقول جميعهم بل الغالبية العظمى منهم في التسرع بأكتساب بعض القيم من حوله وفقدّ قيمه بطريقة أسرع منها وألآندماج.ألآندماج: معنى ألآندماج هو خلط وأشتراك شيئان ليصبحا حالة واحدة أو شيء واحدّ ،من الملاحظ أن أندماج ألآيزيديين في المجتمع ألآوربي أصبح بمثابة لقمة سهلة وسائغة وخصوصاً بين الفئة العمرية الشبابية وذالك لعدم توفر لديهم المناعة والحصانة الدينية مقارنة بالآتراك وبقية دول المغرب العربي فخلال هذه الفترة القصيرة والتي زهاءها عقداً من الزمن نلاحظ عن كثب ما جرى من الطائل لدمجه في المجتمع ألآوربي وفقد الكثيرون من قيمهم لكونهم يعشون في أوربا حيث الحرية والديمقراطية ما هكذا يرعى ألآبل يا أخوة ألآيمان! الم تجد بجوارك التركي وألآفريقي والهندوسي والصيني والروسي وحتى السيكون ( الغجرّ) يمارس تقاليده وأنت تتنافر مع قيمك ومبادءك المكتسبة أبأً عن جد.الشيء الذي يبعث عدم المسرة والسعادة وألآنشراح في النفس هو خجلْ ألآيزيدي من بعض التقاليد والطقوس التي تعتبر مورثاً حضارياً و تأريخيا له وألآستهزاء بها لآنه يعيش في اوربا وقطع شوطا كبيرا من الرقي والتقدم وخير ما بيهم لا يجدّ عمل غسل المواعين أو يعمل في مطعم الوجبات السريعة(مكدوناس) هذا هو واقع الحال والمصيرّ المرتقبًالهروب من الواقع وتهجيره اليوم يعدّ بمثابة سيف ذوّ حدين هو منحكْ الوطن لغيرك والرضوخ بالعيش في ديار الغربة وتقبلّ ما يفرض عليك قسراً ..!!!وفي ختام هذا الحوار سوف أحاول جاهداً بقدر المستطاع أن أجيب بأختصار على بعض ألآسئلة المطروحة من قبل صحيفتنا الغراء.كيف يمكن التوفيق بين ألآيزيديين الجدد وألآيزيديين القدماء.؟بطبيعة الحال لايوجدّ هناك أيزيدي قديم وأيزيدي جديد فكلّ من يحافظ على هذا المورث يعذّ بحدّ ذاته يزيدياً ليس هنالك ضروف زمانية ومكانية تحدد هوية الايزيدي والشيء الذيحبذت أن أذكره هنا هو أن ألآنسان يولد وهنالك شيئان ليس بأستطاعته التحكم بهما بل يجعلانه أن يرضخ امام أمر الواقع ألآ وهما ألآسم والنسب فأن ولدت في أفريقيا فكتب طوعاً عليك أن تملك بشرة سمراء وتعتنق الديانة الدارجة هنالك كذالك في أي بقعة من المعمورة و أن أطلق عليك زيداً من ألآسماء فهذا هو قدرك ويلزم عليك الحفاظ عليه.أين نقف من عادة تقبل ألآيادي؟ألآحترام صفة من صفات ألآخلاق الحميدة وتقبل ألايادي ليس فيه ما يعبّ بقدر ما يرفع من مكانة الشخص وخصوصاً أذا كان رجل الدين .هل؟ شاهدتم أوباما عند زيارته الى الفاتكان وهو يقبلْ يدّ البابا أنه شيء جميل جداّ. بلْ ألآجمل منه تقبل يدّ الوالدين.أين تقع شنكال على الخارطة ألآيزيدية؟أظن في هذا الشأن لا نحتاج الى جدال فتأريخ شنكال في الحفاظ على المورث الايزيدي لا يضاهيه اي تأريخ فانه حافل بالعبر ومنذ ألازل فهو الثقل ألايزيدي و قلب أيزيدخان النابض والمحافظ على مورثه وان كان بأستطاعة جبله الصامد النطق لقال المزيد عن مأثره التأريخية الخالدة ولكن وا.. حسرتاه فأنها أهملت من كافة النواحي.كيف يمكن تأهيل رجال دين يزيدين عصرين للمستقبل؟أنه سؤال وجيه وذو أهمية بالغة ولكن قبل ألآجابة عليها أريد ان اطرح هذا السؤال هل لنا نصوص دينية ومنهج ديني متفق من قبل الجميع فمثلاً دعاء الصفرة يتلوا بطرق مختلفة أن وجدّ منهج ديني منظم ، فبكل تأكيد يمكننا تأهيل رجال دين عصريين للمستقبل يمتلكون المعلومة الموثوقة وليس مثل ألآن يدلي كل واحداً المعلومة حسب هواه .

السبت، 12 مارس 2016

السبت, 12 آذار/مارس 2016 07:38

سرهات شكري باعدري - الكيان السياسي ألآيزيدي المرتقبْ ل( حيدر ششو) زوبعة في فنجان.!؟

تقييم المادة
(1 Vote)
سرهات شكري باعدري - الكيان السياسي ألآيزيدي المرتقبْ ل( حيدر ششو) زوبعة في فنجان.!؟
" ألآخفاق السياسي ألآيزيدي ..الى متى "؟ ج/2

سرهات شكري باعدري
sarhathussein @yahoo.de

الكيان السياسي ألآيزيدي المرتقبْ ل( حيدر ششو) زوبعة في فنجان.!؟

يقول  الثائر (تيشي جيفارا)
هذا هو التناقض المأساوي في الثورة : أن تناضل وتكافح وتحارب من أجل هدف معين وحين تبلغه وتحققه تتوقف الثورة وتتجمد في القوالب. 
حينما كنا نشاهد قائد مقاومة وحماية شنكال و أيزيدخان  من على التلفاز أو من خلال  بعض فيديوهات شبكات التواصل ألآجتماعي( الفيسبوك )في ذروة ألآيام العصيبة والمظلمة التي أنهالت كالصاعقة على أهلنا وذوينا في شنكال أمام قبة مزار شرف الدين ذالك المكان المقدس الذي أصبح أسطورة العصر وعنوان التحدي والصمود والمقاومة بوجه أشرس عدو في العصر الحديث بلا منازع و بقيافته وبدلته العسكرية  التي كانت غالباً ما  تبدوا عريضة بعض الشيء عن بدنه النحيل وتلك الجعبة المرصوة بتلك المخازن المملؤة بالاطلاقات النارية من على صدره وبيده بندقيته التي لم يفارقها حالة ألآستعداد والذروة  للذود عن المزار المقدس  الذي بقى عصياً عن دخول ألآعداء بعزيمة وهمة النشامة من رجال المقاومة ألآيزيدية البواسل  الذين أبلوا بلاءاً حسناً في التضحية والفداء للآجل لم يدنسّ ترابه الطاهر والمقدس  أصحاب الرذيلة والفحشاء أصحاب اللحية النتنة وألآقدام الحافية و القذرة من الدواعش وخفافيش الظلام أعدء الحضارة.
   كانت تراود مخيلتنا صورة حيدر ششو بأنه اشبه ما يكون ب(تيشي جيفار وهوشي منه) العصر للايزيدية والذي سوف يكون منقذ ألآيزيدية ورمزاً من رموز نهضتهم العصرية. وبنيت ألآمال والتطلعات للشباب ألآيزيدي المتعطش والتواق الى نسيم وأريج الحرية وتدافعت ألآفواج من الشباب للالتحاق بهذا النضال الطوعي الذي أعدّ بكل المقايس نواة صحوة الضمير ألايزيدي في مرحلته العصيبة والراهنة  وأسهم هذا الكم من الشباب المتطوع  مساهمة فعالة للنهوض بحالة مستجدة وعفوية متقمصة من  شعورهم بالغبن و الكيل بمكيالين مقارنة بغيرهم من أخوتهم وما تعرضوا له من ألآضطهاد بعد ان أصبحت الكرامة الايزيدية سلعة رخيصة  تباع وتشتري في أسواق الرق والنخاسة  والعبودية في الرقة والموصل ورياض وعكاظ.
ظنّ ألآيزيديون المغلوبين على أمرهم بأن تباشير كيانهم السياسي الحديث المنشيء  الذي جاء بأحدث  مواصفات العصر  (فول أوتوماتيك )أن صح لنا القول والتعبير بذالك ، الانه كان كيان سياسي يزيدي ديمقراطي كردستاني عراقي وألآعتقاد السائد لدى المليء بأنه سوف يكون هذا الحراك السياسي  منعطفاّ جديداّ في ألآتجاه الصحيح بعد ألآخفاقات السياسية المتتالية والمتكررة  للايزيدية والتي لم يكن في  محصلتها النهاية للمغلوبين على امرهم  لا ناقة ولا جمل.
كانت البيانات الصادرة من أعلامه بمثابة أهازيج ألآنتصار والفرح وأكاليل الغار يفوح منه أريجاً أمتزج بين الربيع ألآيزيدي المرتقب والتي بدءت تباشيره تلوح في ألآفق وبين نشوة السياسة نتيجة وصلهم الى مرحلة اليأس والقنوط من ألاجواء السياسة المغيمة والمسيرة عليهم .  التي كانت بمثابة  حلماً من أحلام اليقظة للايزيدين وأملهم المنشود. الذي ضاع مثلما ضاعت أمال هذا الناسك العجوز مع الجرة الذي سوف نسرد لكم قصته فيمايلي:
يقول الراوي يا سادة يا كرام أنه كان في قديم الزمان رجل عجوز يعمل راعياً في قرية ما من القرى المشيدة  في بقاع أرض الله الواسعة وكان اهل القرية يتصدقون عليه في المأكل والمشرب والكسوة وكان ما يحصلْ عليه من السمن يفيض عن حاجته ففكر الرجل الناسك بأن يشتري زير أي جرة ويضع فيها ما هو فائض من السمن ووضع الجرة وعلقها فوق راسه في غرفته ومضت ألآيام وجاءت ألآخرى فقال الرجل في نفسه دعني ان القي نظرة على الجرة فشاهدها بانها على حافة ألآمتلاء  وقال في نفسه وهو يقظاً بانه بعد أيام معدودة سوف تمتليء الجرة بالسمن وأخذها الى سوق المدينة وأبيعها وأشتري بمبلغها نعجتين وبعد سنة ترزق النعجتين تؤماً من الخرفان وهكذا على التوالي وأقوم بالاستفادة من منتجاتهم وبيعهم  وبعدها أحصلْ على  أموال طائلة وتتمنى حسناوات القرية ألآقتران و الزواج معي وحينها  أتقدم بطلب أيدي فتاة من حسناوات  القرية الجميلات وصاحبة الحسن والخلق وبعدها أسترزق بولداً صالح وطالح وسوف يقوم الولد ببعض( الوكاحة) في البيت ولم يطيع كلام امه فأدبه بهذه العكازة وسحب العكازة التي كانت مركونة  بجانبه  ورفعها بقوة  الى ألآعلى  ولسوء الحظ وعوضاَ من  تأدب الولد الصغير جاءت في منتصف جرة السمن وحصل ما لم يكن في الحسبان  وبدء  السمن يسكب رويداً رويداً على رأسه  وضاعت أحلامه وأماله الوردية.
  هكذاعزيزي القاريء لم يكن ألآيزيديون أوفرّ حظاَ من الناسك العجوز  بكيانهم السياسي الذي أخفق أمالهم وتطلعاتهم ليكونوا أسوة  بقية المكونات العراقية أصحاب فكر ومبدء سياسي أصحاب رؤية وايدولوجية تعينهم في السراء والضراء تنقذهم وتساندهم، أصحاب خطاب موحد وتحت خيمة واحدة ويكون قرارهم بيدهم ويعتمدون على الذات من دون ألآعتماد وعمل مستخدمين  ومؤجرين لدى غيرهم أنه أخفاق أخر يضاف الى ألاخفاقات التي سبقتها في الغد وسوف تلاحقهم هذه الاخفاقات  أذا لم يبنوا  كيانهم على بنيان راسخ نابعاً من الشعور بقضيتهم  بعيداً عن الانتهازية التي أصبحت ورم خبيث بحاجة الى أستئصاله من الجسد الايزيدي  ..؟

  يقول السيد ششو في أحدى مقابلاته مع السومرية نيوز  بخصوص كيانه الذي لم يرى النور بعد أو لربما أجهض وهو في طور الجنين من قبل اخصائين في ألآجهاض والتوليد.
أن "قضية الإيزيدية هي قضية دينية، لهذا كان الإيزيدي في فرمان شنكال الأخير، هو الضحية الأولى والأخيرة بسبب دينه، دون سواه"، مبينا انه "بعد أكثر من عقد من العراق الجديد، حُرم الإيزيديين من بغداد كمواطنين كردستانيين، و من كردستان كمواطنين عراقيين.
الشيء المتناقض بين القول والواقع  فأن السيد ششو لايزال عضواً في اللجنة المركزيّة للاتحاد الوطني الكردستاني؛ الحزب الذي تنازل عن مناطق نفوذه في شنكال  لصالح الحزب الديمقراطي الكردستاني بغية الحصول على مكاسب في مناطق اخرى فهل يا ترى سوف يحتفظ السيد ششو بكيانه في المنطقة الذي اصبح أشبه ما يكون بالحرباء تارة تحت علم ايزيدخان وتارة تحت علم الاتحاد الوطني  أم سوف يتنازل عنه كما تنازل حزبه من قبله .؟

    ما هو مصير جولاته و صولاته المكوكية في عواصم والمدن ألاوربية واليوم في عاصمة الضباب لندن  كلها ذهبت سؤدداً وهباءاً على الرغم من الدفء الذي كان يمنحه بيرق أيزيدخان الذي يتوسطه ذالكْ الشمس الوهاج  وتلك الاشعاعات الذهبية  المنبثقة منها  التي  كان ترفرف بجانبه ولا تفارقه في ندواته  وأجتماعاته ومن على صدره الذي كان بمثابة  الدرع الحصين الذي قارع همرات ومصفحات داعش التي لاذتّ بالهزيمة والخذلان .  
 أين صفى الدهر بتلك الخطابات الرنانة التي كانت تصدر من توجيه السياسي والتي غالباً ما كانت تتسم بالخطوط الحمراء على سبيل المثال مقاومة شنكال خط احمر المجلس الايزيدي خط احمر تحرير شنكال خط احمر وما الى ذالك الكثير من الخطوط الحمراء لكن على ما يبدوا فأن السحر انقلب على الساحر وأصبح كيانه السياسي خطاً أحمر وختم أفواه منابرهم  ألاعلامية بالشمع ألآحمر هذه المرة والى ألآبد  وليدرك الجميع بان هذا اليسناريو لم يكن الا ذرة رماد في العيون او ضحكاً على الذقون لا بل لم ولنْ يكنّ الا في نهاية المطاف زوبعة في فنجان ..؟

أنقر للاطلاع على الجزء ألاول  http://www.bahzani.net/services/forum/showthread.php?116611-.

الجمعة، 11 مارس 2016

ملابس فلكلورية من شنكال 

دار الضيافة معبد لالش

مدريد عاصمة أسبانيا 2013

موازنة ألآقليم وهبات لالش وتذهيب العلوية 

سرهات شكري باعدري :

يَحكىّ بأنه كان في بلاد الفارس القديمة تقليد وعرف في الزواج متعارف عليه في حقبة زمنية معينة وأجري العمل بهذا التقليد على المنوال التالي . حينما يبلغ الفتى أو تبلغ الفتات سن الزواج ويرغبون في ألآقتران يتم تسجيل أسماءهم لدى شيخ من شيوخ القرية مختص في هذه ألآمور ومن يطلب الزواج يقصد مجلس هذا الشيخ ويقال بأنه شاءت الصدفة في أحدى ألآيام بأنه ذهب شاب الى شيخ القرية بقصد الزواج وكانت لدى الشيخ أسماء ثلاثة من الفتيات من أهل القرية راغبات في الزواج .فأرسل الشيخ في طلبهن لحضورهن وابداء رأيهَن في هذا الشاب فحضرن الثلاثة وبدء الشيخ يسال الفتاة ألآولى عن ما تمتلكه ،فقالت ألآولى بأنه لديها فرس أي حصان أو جواد او خيل كما يطلق عليه ايضاً، وجاء دور الفتاة الثانية بالسؤال من قبل الشيخ فكانت ألاجابة بأنها تمتلك بقرتين ولما جاء دور الفتاة الثالثة تلخصت أجابتها الى الشيخ الجليل بأنها تمتلك بستان وهو عبارة عن مزرعة صغيرة وبعد انتهاء الشيخ من أجابتهن جاء دور الفتى بالسؤال وسأله الشيخ يا بني لقد سمعت الى أجابة الفتيات الثلاثة وألآن السؤال موجه اليك أي من الفتيات الثلاثة ترغب بأن تكون شريكة حياتك وزوجتك في باديء ألامر تأمل الشاب بعض الشيء وصفن برهة وسرعان ما أجاب على سؤال الشيخ . يا شيخي الجليل اليس بأستطاعتي أن أمتطي جوادي وأسرجه اي أركبه وأقودّ البقرتين من أمامي وأذهب الى مزرعتي وبستاني بمعنى ومرادف اخر بانه يرغب الزواج من الثلاثة صاحبة الفرس والبقرتين والبستان .
لو ترجمنا هذا المثل الى لغة الواقع اليوم وقارناه مع ما يجري في موازنة أقليم كردستان نجد تشابه الحالة في جشع المفسدين والتلاعب بمقدرات الشعب ودعونا نوضح لكم ألآمر .         يستحوذ ألآقليم على حصته من الموازنة البالغة 17% من الحكومة المركزية أضافة الى مبيعات النفط ومشتقاته من تحت العباية وبالآسود وعن طريق الحاويات (التنكرات ) التي تعمل ليلاً ونهاراً بين الاقليم وايران من جهة وتركيا وألآقليم من جهة اخرى ناهيك عن واردات المداخل والمخارج الكمركية في ابراهيم الخليل وحاج عمران . و لكن أن أوجه ألآختلاف بين الحالتين، ان الفتى أراد الزواج عن شرع الله لكن المسؤلين يختلسون خارج عن الشرع والانسانية ولا يشبعون مهما اختلسوا من أموال الفقراء والمساكين وهناك المئات مثل أشتي هورامي وزوجته جراخان انه ليس الوحيد في ساحة الاختلاس كما كشف عنه النقاب بألآمس لكي يغض النظر عن غيره من المختلسين للاموال وبيع صفقات النفط ، يقال بأنه في الستينات وإبانّ حركة التحرر القومي بزعامة ألآب الخالد ملا مصطفى البارزاني كثرت الشكوك حول احدى المسؤلين المالين المقربين منه حيث وصلت عنه الشكاوي الكثيرة الى الخالد مصطفى البارزاني فكانت اجابة الزعيم الخالد بأنه اخلتس ألاموال وقد شارف كيسه على حافة ألآمتلاء عسى ولعل بأنه يشبع ويقلع عن السرقةوألآختلاس وليس بأستطاعتي جلب مسؤل جديد يبديء من نقطة الصفر فمتى سوف يمتليء حقيبته و يصل كيسه الى مشارف ألآمتلاء وألآشباع فدعوه فهو أجدر من غيره لربما يشبع   . والغريب في الامر اليوم لا توجد اكياس بل أرصدة في البنوك التي لا تمتليء ولا تشارف على ألآمتلاء وألآشباع من قبل المسؤولين. لكي يرحلوا ويأتي غيرهم ان كان احسن حالاً أو أتعس منهم .
الحكومة في ألآقليم تدفع الرواتب منصفة للطبقات ألادنى والطبقات العليا تلعب بالاموال . شاع موخراً على شبكات التواصل الاجتماعي من باب السخرية والمزاح بعد جعل الرواتب منصفة بأن الموظف بدء يطلب من بائع محلات الاحذية بشراء فردة حذاء واحدة وحيمنا يسأله البائع لماذا فردة واحدة يقول الموظف لانه قبض نصف الراتب هذا الشهر أو كما يقول البعض بأنه سمعنا عن نصف كيلو طماطة ونصف كيلو بصل وخيار لكن لم نسمع عن نصف الراتب أنه عراق وكردستان المعجزات وكما يقال يا ما تحت السواهي دواهي .
قبل أيام أعلن عن البنك المركزي العراقي بانه تم منح مائة كيلو غرام من الذهب للآطلاء مرقد ضريح الامام علي (ع) ضمن المرحلة الاولى من ترميم العتبة المقدسة والشعب العراقي يمر في أتعسّ الضروف من جميع النواحي وعلى كافة ألآصعدة . السؤال المنطقي الذي يطرح نفسه على المليء والبعيد عن المزايدات الطائفية. من سمح للبنك المركزي لتبرع بهذه الكمية من الذهب ،المرجعية ، السلطة ، البرلمان ام اي جهة اخرى لها الصلاحية ام أن هذه ألاموال كانت خيرات وهبات وصدقات زوار العتبات المقدسة وليس لها علاقة بالمال العام والتي تعتبر ضمن موارد الوقف الشيعي   التي تجني من ريعّ أملاكها التي سجلت ضمن أملاك الوقف الصرفة. يقيناً لو أن الامام علي بن ابي طالب (ع) صاحب المقولة التأريخية ( لو كان الفقر رجلاً لقتلته ) حياً لما رضي بالذهب بل كان يهبه الى جياع وفقراء المخيمات والنازحين الذي يعانون اقسى الضروف من برد الشتاء القارس ورمض صيفه الذين يفترشون ألآرض ويلتحفون السماء .  
أو لربما يبدوا هذا المنعطف تكتيكاً و سيناريو جديد بأسم الدين للاختلاس بعد أن اكتشف سر العقود التجارية في استراد ألاسلحة وبناء مشاريع المدارس وتزويد النازحين بالثلج في الصيف والتي بلغت أموال طائلة والمغلوبين على أمرهم لم يشاهدوا ولو ربع قالب ثلج ليثلجوا من ضمئهم ماء الحاويات في المخيمات التي بلغت درجة الغليان في كثير من ألآحيان.
ما برح و نحن في صدد الكلام عن أموال الوقف والخيرات والزكاة والهبات لدور العبادة. دعونا ان نتعرج بعض الشيء الى خيرات لالش وزيارات الطاؤس في جولاتها بين المناطق الايزيدية وأيجار المزارات وبيع المناصب الدينية التي سوف نتطرق اليه في مواضيع لاحقة بشكل مفصل وجشع المتسلطين عليه من قبل جهات معينة وتحديداً من قبل سمو ألآمير منذوا ما يقارب اكثر من قرن التي تم تغير تسميتها ببدعة الصندوق مؤخراً والسؤال هنا ألآ يعتبر هذا ايضاَ ضمن سياق الفساد المالي والاداري الذي شاع مؤخراً في العراق. ألآ يحق للوقف ألايزيدي محاسبتهم على هذه ألآموال التي تعد من أموال الجياع ألآيزيدية لو فرضنا بأنه في اليوم الواحد لو أنفق على غرار ما يجري ضمن مشروع بترو دولار، دولاراً واحد يومياً من هذه الخيرات كم كان يبلغ واردات الوقف ألآيزيدي خلال مائة عام المنصرمة هل تعلمون بان معبد لالش اليوم يمر بشحة من الموارد المائية ومتوقف عنه تزويد وأسالة الماء من ألابار ألارتوازية التي حفرت في أملاك وأراضي القرى المجاورة من غير ألايزيديين مؤخراً ولذالك لعدم قيام العاملين من هذه القرى على ضخ المياه وتشغيل المولدات لانهم لا يتقاضون ألآجور ويشترطون بأضافتهم على ملاك دائرة الماء والمجاري والا لن يتم تشغيل مضخات الماء التي يعتمد عليه سقي بساتين الزيتون في معبد لالش في فصل الصيف . يقيناً لو كان شيخ العارفين (ع) شيخ عدي حياً لما طلب من مقتني أمواله وهباته بطلاء وكساء معبده وضريحه بالذهب والمرمر بل لتمنى بحفر بئر ارتوازي لتسقى منه بساتين الزيتون الذي يستخدم زيوتها في أيقاد القناديل والمشاعل ليبقى المعبد مضيئاً على الرغم من الظلمات التي مر بها مريدوه من جراء ألآبادات المتلاحقة .؟!!  
"ألآخفاق السياسي ألآيزيدي ..الى متى" ؟/1 

سرهات شكري باعدري


الصراع بشكل عام ظاهرة أجتماعية تعكس حالة من عدم ألآرتياح أو الضغط النفسي الناتج عن عدم التوافق بين رغبتين أو أكثر ،أو التعارض وألآختلاف بين أرادتين و التأريخ حافل ومليء بالصراعات على سبيل المثال قد يكون من أجل حفنة من الرمال في الصحراء أو ألآختلاف في أيديولوجيتين، و لربما يذهب المطاف بالصراع أبعد من هذا وذاك ويكون من أجل حفنة من الدولارات أوعدد من براميل النفط أو صراعاً مذهبياً وعقائدياً مثلما يحدث اليوم في عالمنا .

المتتبع للشأن ألآيزيدي أو لمن تسنى له بقراءة بعض لمحات وفصول من تاريخه المليء بالصراعات عبر ما مَضى من الدهر يجدّ عن كثب ما عاناه هذا المكون من الصراع ومحاولاته الشتىّ من أجل البقاء والحفاظ على ما تبقى من أشلائه الممزقة ، والغالبية العظمة من هذه ألآبادات كانت ترتكب بحقهم من الاقوام المجاورين لهم، و مابرح هذا الصَراعّ جارياً على قدم الوساق من أجل طمسّ هويته وتأريخه ووجوده سواء كان من قبل ألاتراك أو الفرس أو ألآكراد أوالعرب فالجميع لم يترحمواعليهم وكانت غايتهم واحدة وأن أختلفوا في ألآهداف والمسميات .

قبلْ غوض الغمار من المَبغّى أو المراد البوحّ به في مضمار ما يعانيه ألآيزيدية من الغبن والتسلط وعدم أجماعهم على الرأي الواحدة ما عدا على ما لايتفقون عليه و بالرغم من هذه التحديات حافظوا وثابروا على وجودهم، دعونا أن نسّردَ لكم قصة( الفهدّ والقطة َ)

قال الراوي يا سادة يا كرام :ــ بأنه يقال في غابر ألآزمان ألتقت أو تقابلت قطة مع نمر في الغابة والقطة كانت في حالة يرثى لها من التذمر والبؤس والتشرد فبادرها النمر بالسؤال قائلاً :ــ يا أبنتى العَمّ لماذا أشاهدك في هذه الحالة المأساوية و المزرية ومن الجدير بالاشارة اليه ان القطة والفهد ينتميان الى سلالة واحدة الا وهي سلالة السنيورات او الهريات .

كانت أجابة القطة على سؤال أبن عمها الفهد او النمر بصوت خافت أنتابه نوع من الخوف حيث قالت بأن الذي فعل به هذه الشناعة هو (البشر) أي ألانسان، فقال النمر يا ويحكي تعالي وأرشديني الطريق الى هذا الانسان لكي أنتقم منه ويقال بأن الاثنان ذهبوا الى أن وصلوا الى مشارف قرية فشاهدوا فلاحاً يحرث ألآرض بالمحراث ومن على بعد مسافة أشارت القطة وقالت الى النمر بأن ذالك الشخص الواقف وراء المحراث هو الانسان فسارع النمربالسير بأتجاه وصوب الفلاح وقال له لماذا هذا ألآجحاف بحق أبنتة عمنا القطة وأراد ان يهاجم على الفلاح بمخالبه يقال بأن الفلاح قال للنمر صبراً وتمهل أيها النمر لا يجوز المبارزة والمحاربة بهذه الطريقة حيث أنك أتيت متهيئاً لمبارزتي فدعني أن أتجهزَ أيضاً وبعدها نتبارز فقال الفهد للفلاح هيا تجهز فقال الفلاح لكن يستوجب علي الذهاب الى القرية لتهيئة عدتي للمحاربة وحين ذهابي الى القرية من يضمن بقاءك هنا لربما تهرب لحين عودتي، دعني أن أربط قيدك و أضعك في هذا الكيس او( الشوال) لكي أضمن بقاءك فقال الفهد سمعة وطاعة فوضع الفلاح النمر في الكيس واغلقه بأحكام شديد لكي لا يفلت من قبضته وأحضر خشب المحراث او كما يطلق عليه بالعامية (هفجار ) ولقنه ضرباً مبرحاً وأستطاع الفهد بعد عناء شديد وضربات قاضية من خشب المحراث بأن ينجوا من الكيس او ( الشوال ) بجلده وهرب مسرعاً الى حيث أتجاه القطة التي وقفت على بعد مسافة وأردف مخاطباً القطة الله يكون في عونك يا ابنة العم على مقدرتك معايشة الانسان لهذه الفترة الطويلة وكيف تمكنتي بأن تحافظي على بقائكي ووجودكي من جبروت وخداع هذا الكائن البشري الذي أعطاني وعلمني درساً بلقائي الاول معه لم أنساه الى ألآبدّ.


مربط الفرس أو كما يقال وبيت القصيد من السرد القصة الواردة أعلاه ، كيف حافظ ألآيزيدون على وجودهم اليس من الفريضة والحكمة علينا نحن مكون هذه ألآقلية الدينية وألآثنية بأن نحمد الله ونشكره لبقاءنا الى اليوم على الرغم من ما عّصف ّوأرتكب من ألابادات والقتل على الهوية والتنكيل وألآكراه والترهيب والترغيم في تغير معتنقنا الديني وعقيدتنا السمحاء التي ما بَرحّتْ تتناقل على ألآلسن بطربقة شفهية من دون التدوين لنصوصها الدينية ، وسط هذه الحلبة المتصارعة والتي اشبه ما تكون بحلبة الثيران ان َصحّ وجاز لنا القول بذالك أو في غابة يلتهم القوي الضعيف، هذه من جهة ومن الجهة الثانية أو كما يقال ان الشيء الذي جعل من طيننا أكثر بلة هو عدم أستطاعتنا من توحيد الخطاب السياسي ألآيزيدي وتلك ألآخفاقات وألآرهاصات التي تواجهنا وعدم مقدرتنا تنظيم كيان معين أو تمثيل حقيقي لهذا المكون على غرار المكونات وألآقليات ألاخرى ودائرة الصراع بين ألآيزيدين ماهي الا غايتها ألآسمى المصالح الشخصية سواء أن كان على صعيد اشخاص أو مجموعات معينة أوحتى كيانات سياسية في مقالنا هذا سوف نتناول بعض ألآطراف أوألآقطاب التي جعلت وسوف تجعل ْ من ألآيزيدين في مرحلة الركود والمراوحة من دون تحريك ساكن وأنيطوا بدورهم الريادي في قيادة هذا المكون الذي أصبح على حافة الهاوية و جعلوا من القاب ألآيزيدي قوسياً وأدنى منه .


1ــ الحركة ألآيزيدية من أجل ألآصلاح والتقدم .

2ــ التجمع الديمقراطي ألآيزيدي.

3ــ الكيان ألايزيدي المزمع تأسيسه ل( حيدر ششو).

4ــ المؤسسة الدينية الايزيدية المتمثة بسمو ألآمير ومجلسه الروحاني.



1ــ الحركة ألآيزيدية من أجل ألآصلاح والتقدم:ــ

تبلورت النواة الاولى لهذه الحركة في منتصف التسعينات من القرن المنصرم الحركة سياسية ترتكز على الجاتب القومي مثل أي هوية فرعية أخرى نمتّ في العراق ما بعدَ ألآحتلال ألآمريكي حيث نمّت أتجاهات داخل الهوية الايزيدية لآعادة محدداتها الرئيسية بعد أن كانت كامنة خلال العقود المنصرمة تحت قمع وهيمنة ألآيديولوجية ألآحادية المتمثلة بالبعث القمعي وظهرت نتيجة او كرد فعلْ ضد سياسات حاولت أحتواء الايزيديين تحت مسميات عديدة وتهميش حقوقهم و ألآقصاء في تمثيلهم الحقيقي على الرغم من ثقلهم السكاني في المنطقة وكانوا يعتبرون مواطنيين من الدرجة ألآدنى على الرغم من أصالتهم التي لم تكن الا واجهة أعلامية فقط .

بالبدء تفائل ألايزيديون بهذا المنعطف السياسي الذي كان بدايةومؤشر جديدة في التاريخ ألآيزيدي الحافل بالمأسي والعّبر وألآنتكاسات لكن للاسف الشديد فان هذه الحركة أخفقت في تحقيق ألاحلام الوردية التي كان المكون ألايزيدي في غاية اللهفة و الشغف اليها وكانت الفرصة سانحة أنذاك بأن يكون لهم كيان سياسي يزيدي اليوم يمثلهم في السراء والضراء .

كانت العقبة الرئيسية و الكبيرة في تصدي وأخفاق الحركة لتحقيق مأربها هو عدم النضج السياسي للقائمين عليها في أختيار نهج يتلائم والمرحلة التي كانت تمر فيها المنطقة أنذاك ضناً منهم بأن أستخدامهم الورقة الدينية سوف تكون هي الرابحة وهذا ما أدى الى تصادمها بواقع من قبل الاحزاب وألآيديولوجيات الكبرى والمتمثلة بالاحزاب الكردية الرئيسية في الساحة السياسية ضناً من هذه ألآحزاب أيضاً بأن هذا الاتجاه السياسي سوف يجعل الايزيدية تتنافر مع سياساتها بحكم تركيز الحركة على الجانب الديني وألاثني ولا سيما فانها تبلورت في منطقة خصبة ومؤهلة لتقبل ذالك بحكم ميول وأتجاهات سكانها الذين يميلون الى نوع من التماسك والتجانس الديني الذي يصل الى ذروة التعصب في أحيان كثيرة .


مثلت حركة ألآصلاح الكوتة ألآيزيدية لدورتين برلمانيتن متتاليتين سابقتين في أروقة البرلمان العراقي.ولم تحرك ساكن بقدر قيد شعرة كما هو الحال في دورته الثالثة لا بلْ أصاب نائبها هذه المرة بالصم والبكم أزاء من أعطوا لهم أصواتهم بعد أن تعرضوا الى أبشع أبادة في العصر الحديث . ساهمت وبلا هوادة الحركة في توسيع الشرخ و التنافر ألآيزيدي مع محيطه بحكم المواقف التي كانت تتخذه من اطراف سياسية كردية حتى لو كان هذا لقرار يصب في خانة ومصلحة ألايزيدية تطبقاً للمبدء القائل( علي وعلى أعدائي) .

الشيء الذي نحن بصدد الدخول في ديباجته وعلى غرار عنوان الكتاب الذي صدر من قبل أمينها العام السيد أمين جيجو ( الايزيدية بين السائل والمجيب) اليوم شاءت ألآقدار بأن يكون قائد ألآمة ألآيزيدية حسب ما كان يوصف به مؤيديه في الحركة و صاحب هذا الكتاب هو نفسه بين السائل والمجيب ألآيزيدي الذي كان السبب والعائق ألاكبر في فشل الحراك السياسي ألايزيدي أين صفي الدهر به ازاء هذه الكارثة وألآبادة ألآيزيدية التي كانت بحق تدنيساً للكرامة ألآنسانية قبل أن تدنس من الكرامة ألآيزيدية التي باتت سلعة تباع وتشتري في سوق الرق والعبودية يستذكرني هنا مقولة أحدى ألآخوات ( نسيمة شلال) في مقال لها بأن المنتمين من أهل شنكال الى الحركة كانوا يعانون أصعب الضروف في البداية من حيث القمع والتهديد والوعيد وناهيك عن الضروف المعيشية حيث كنا نعيش مدة طويلة على أكل الباذنجان وذالك لحسن حظنا الانها كانت رخيصة وحينها كان يقول السيد امين جيجو لا تبالوا فان الاتي سوف يمحوا من ذاكرتنا ما عانيناه بالآمس وسوف نعيش في رفاه وعز وها تحق حلمه فأنه يعيش في رفاه وعز في أرقى أحياء ومناطق ميونخ التي تعد ثاني اغلى المدن العالمية بعد زويرخ السوسيرية وأهل شنكال يعيشون في أتعس المناطق في العالم على ما يقارب من سنتين في خيم النازحين وفي الهياكل المهجورة وفي العراء يفترشون ألارض ويلتحفون السماء وليس هناك من معين الم يوصفوك بقائد الامة ومتى تظهر القيادة اليس في أيام المحن والشدائد. أم ان تمثيل الحركة لم يكن ألا سيناريو وفبركة ليجعل ألآيزيدون بأن يترواحون في دائرتهم الضيقة و الحيلولة من دون تقدم في الصعيد السياسي ليبقون في اطار الاحزاب السياسية التي تسيطر على الساحة الايزيدية.

والسؤال الى الذين مازال يبنون ألآمل على هذا الحراك السياسي ألآيزيدي التي لم يكن الابمثابة جرعة تخدير في الجسد ألآيزيدي والان بدء مفعول هذا التخدير رويداً رويداً يزول هذه المبررات وألآدلة التي تثبت بأن صلاحية ألآصلاح بعد كارثة شنكال كشف قناعها و أيقونتها المزيفة لا بلْ منذوا أحداث فاجعة كرعزير وسيبا شيخدري وكان أمينها العام في المانيا أنذاك ولم يحرك ساكن ازاء القضية بحجة انه لا يستطيع الذهاب الى شنكال لانه الاحزاب الكردية تمنعه من الذهاب اليها وفي مقدمتهم الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة السيد مسعود البارزاني .الا أن المفارقة الغريبة ولمن تابع السيد أمين فرحان جيحو كيف أنه كان على رأس الوفود التي أدت مراسيم العزاء في يوم وفاة والدة السيد مسعود بارزان في صلاح الدين وكيف زارممثلين عن الحزب السيد امين فرحان جيجو لتقديم التعازي لوفاة شقيته والى يومنا هذا لم نسمع أي رد من السيد النائب بخصوص اهله في شنكال صاحب الافكار العروبية التي الصق بها الايزيدية للاجل أجندة معينة اليس هذا الموقف محل استغراب وتساؤل واليس كما يقال بان كثير من الظن اثماً وأن الحركة تم احتواءها و التي سوف تكشف عنها الايام عاجلاً أم أجلاً .

قبل أن نختم مقالنا هذا وعلى أمل اللقاء معكم في الجزء الثاني دعونا أن نوجه الى المناصرين الى الحركة والى ألايزيديين جميعاًومن ثم الى السيد جيجو .أين كان قائد الامة ألآيزيدية وباني مجدها التليد كما كان يطلق عليه عندما عمت شوارع المانيا وميونخ مظاهرات على بكرة أبيها من أجل المطالبة بمساعدة الايزيديين ازاء كارثتهم هل صحيح كما قيل بأن سيادته كان يشرف على المتظاهرين من خلال شرفة عمارته في ميونخ التي جناها من ما كان يجنوه مؤيده المساكين من مزارع ربيعة ومن أصواتهم التي وصلت بشخصه الى مقعد الكوتا ألآيزيدية في البرلمان العراقي الذين اليوم حصرة عليهم كسرة خبز ورشفة ماء . الم يحق لهم بان ينادوا بأعلى ما تبقى من أصواتهم التي سرقت في صناديق اقتراعكم وأنتخابكم المزيفة وضمن سياق تفعيل قانون الفساد (من أين لك هذا).؟