"ألآخفاق السياسي ألآيزيدي ..الى متى" ؟/1
سرهات شكري باعدري
الصراع بشكل عام ظاهرة أجتماعية تعكس حالة من عدم ألآرتياح أو الضغط النفسي الناتج عن عدم التوافق بين رغبتين أو أكثر ،أو التعارض وألآختلاف بين أرادتين و التأريخ حافل ومليء بالصراعات على سبيل المثال قد يكون من أجل حفنة من الرمال في الصحراء أو ألآختلاف في أيديولوجيتين، و لربما يذهب المطاف بالصراع أبعد من هذا وذاك ويكون من أجل حفنة من الدولارات أوعدد من براميل النفط أو صراعاً مذهبياً وعقائدياً مثلما يحدث اليوم في عالمنا .
المتتبع للشأن ألآيزيدي أو لمن تسنى له بقراءة بعض لمحات وفصول من تاريخه المليء بالصراعات عبر ما مَضى من الدهر يجدّ عن كثب ما عاناه هذا المكون من الصراع ومحاولاته الشتىّ من أجل البقاء والحفاظ على ما تبقى من أشلائه الممزقة ، والغالبية العظمة من هذه ألآبادات كانت ترتكب بحقهم من الاقوام المجاورين لهم، و مابرح هذا الصَراعّ جارياً على قدم الوساق من أجل طمسّ هويته وتأريخه ووجوده سواء كان من قبل ألاتراك أو الفرس أو ألآكراد أوالعرب فالجميع لم يترحمواعليهم وكانت غايتهم واحدة وأن أختلفوا في ألآهداف والمسميات .
قبلْ غوض الغمار من المَبغّى أو المراد البوحّ به في مضمار ما يعانيه ألآيزيدية من الغبن والتسلط وعدم أجماعهم على الرأي الواحدة ما عدا على ما لايتفقون عليه و بالرغم من هذه التحديات حافظوا وثابروا على وجودهم، دعونا أن نسّردَ لكم قصة( الفهدّ والقطة َ)
قال الراوي يا سادة يا كرام :ــ بأنه يقال في غابر ألآزمان ألتقت أو تقابلت قطة مع نمر في الغابة والقطة كانت في حالة يرثى لها من التذمر والبؤس والتشرد فبادرها النمر بالسؤال قائلاً :ــ يا أبنتى العَمّ لماذا أشاهدك في هذه الحالة المأساوية و المزرية ومن الجدير بالاشارة اليه ان القطة والفهد ينتميان الى سلالة واحدة الا وهي سلالة السنيورات او الهريات .
كانت أجابة القطة على سؤال أبن عمها الفهد او النمر بصوت خافت أنتابه نوع من الخوف حيث قالت بأن الذي فعل به هذه الشناعة هو (البشر) أي ألانسان، فقال النمر يا ويحكي تعالي وأرشديني الطريق الى هذا الانسان لكي أنتقم منه ويقال بأن الاثنان ذهبوا الى أن وصلوا الى مشارف قرية فشاهدوا فلاحاً يحرث ألآرض بالمحراث ومن على بعد مسافة أشارت القطة وقالت الى النمر بأن ذالك الشخص الواقف وراء المحراث هو الانسان فسارع النمربالسير بأتجاه وصوب الفلاح وقال له لماذا هذا ألآجحاف بحق أبنتة عمنا القطة وأراد ان يهاجم على الفلاح بمخالبه يقال بأن الفلاح قال للنمر صبراً وتمهل أيها النمر لا يجوز المبارزة والمحاربة بهذه الطريقة حيث أنك أتيت متهيئاً لمبارزتي فدعني أن أتجهزَ أيضاً وبعدها نتبارز فقال الفهد للفلاح هيا تجهز فقال الفلاح لكن يستوجب علي الذهاب الى القرية لتهيئة عدتي للمحاربة وحين ذهابي الى القرية من يضمن بقاءك هنا لربما تهرب لحين عودتي، دعني أن أربط قيدك و أضعك في هذا الكيس او( الشوال) لكي أضمن بقاءك فقال الفهد سمعة وطاعة فوضع الفلاح النمر في الكيس واغلقه بأحكام شديد لكي لا يفلت من قبضته وأحضر خشب المحراث او كما يطلق عليه بالعامية (هفجار ) ولقنه ضرباً مبرحاً وأستطاع الفهد بعد عناء شديد وضربات قاضية من خشب المحراث بأن ينجوا من الكيس او ( الشوال ) بجلده وهرب مسرعاً الى حيث أتجاه القطة التي وقفت على بعد مسافة وأردف مخاطباً القطة الله يكون في عونك يا ابنة العم على مقدرتك معايشة الانسان لهذه الفترة الطويلة وكيف تمكنتي بأن تحافظي على بقائكي ووجودكي من جبروت وخداع هذا الكائن البشري الذي أعطاني وعلمني درساً بلقائي الاول معه لم أنساه الى ألآبدّ.
مربط الفرس أو كما يقال وبيت القصيد من السرد القصة الواردة أعلاه ، كيف حافظ ألآيزيدون على وجودهم اليس من الفريضة والحكمة علينا نحن مكون هذه ألآقلية الدينية وألآثنية بأن نحمد الله ونشكره لبقاءنا الى اليوم على الرغم من ما عّصف ّوأرتكب من ألابادات والقتل على الهوية والتنكيل وألآكراه والترهيب والترغيم في تغير معتنقنا الديني وعقيدتنا السمحاء التي ما بَرحّتْ تتناقل على ألآلسن بطربقة شفهية من دون التدوين لنصوصها الدينية ، وسط هذه الحلبة المتصارعة والتي اشبه ما تكون بحلبة الثيران ان َصحّ وجاز لنا القول بذالك أو في غابة يلتهم القوي الضعيف، هذه من جهة ومن الجهة الثانية أو كما يقال ان الشيء الذي جعل من طيننا أكثر بلة هو عدم أستطاعتنا من توحيد الخطاب السياسي ألآيزيدي وتلك ألآخفاقات وألآرهاصات التي تواجهنا وعدم مقدرتنا تنظيم كيان معين أو تمثيل حقيقي لهذا المكون على غرار المكونات وألآقليات ألاخرى ودائرة الصراع بين ألآيزيدين ماهي الا غايتها ألآسمى المصالح الشخصية سواء أن كان على صعيد اشخاص أو مجموعات معينة أوحتى كيانات سياسية في مقالنا هذا سوف نتناول بعض ألآطراف أوألآقطاب التي جعلت وسوف تجعل ْ من ألآيزيدين في مرحلة الركود والمراوحة من دون تحريك ساكن وأنيطوا بدورهم الريادي في قيادة هذا المكون الذي أصبح على حافة الهاوية و جعلوا من القاب ألآيزيدي قوسياً وأدنى منه .
1ــ الحركة ألآيزيدية من أجل ألآصلاح والتقدم .
2ــ التجمع الديمقراطي ألآيزيدي.
3ــ الكيان ألايزيدي المزمع تأسيسه ل( حيدر ششو).
4ــ المؤسسة الدينية الايزيدية المتمثة بسمو ألآمير ومجلسه الروحاني.
1ــ الحركة ألآيزيدية من أجل ألآصلاح والتقدم:ــ
تبلورت النواة الاولى لهذه الحركة في منتصف التسعينات من القرن المنصرم الحركة سياسية ترتكز على الجاتب القومي مثل أي هوية فرعية أخرى نمتّ في العراق ما بعدَ ألآحتلال ألآمريكي حيث نمّت أتجاهات داخل الهوية الايزيدية لآعادة محدداتها الرئيسية بعد أن كانت كامنة خلال العقود المنصرمة تحت قمع وهيمنة ألآيديولوجية ألآحادية المتمثلة بالبعث القمعي وظهرت نتيجة او كرد فعلْ ضد سياسات حاولت أحتواء الايزيديين تحت مسميات عديدة وتهميش حقوقهم و ألآقصاء في تمثيلهم الحقيقي على الرغم من ثقلهم السكاني في المنطقة وكانوا يعتبرون مواطنيين من الدرجة ألآدنى على الرغم من أصالتهم التي لم تكن الا واجهة أعلامية فقط .
بالبدء تفائل ألايزيديون بهذا المنعطف السياسي الذي كان بدايةومؤشر جديدة في التاريخ ألآيزيدي الحافل بالمأسي والعّبر وألآنتكاسات لكن للاسف الشديد فان هذه الحركة أخفقت في تحقيق ألاحلام الوردية التي كان المكون ألايزيدي في غاية اللهفة و الشغف اليها وكانت الفرصة سانحة أنذاك بأن يكون لهم كيان سياسي يزيدي اليوم يمثلهم في السراء والضراء .
كانت العقبة الرئيسية و الكبيرة في تصدي وأخفاق الحركة لتحقيق مأربها هو عدم النضج السياسي للقائمين عليها في أختيار نهج يتلائم والمرحلة التي كانت تمر فيها المنطقة أنذاك ضناً منهم بأن أستخدامهم الورقة الدينية سوف تكون هي الرابحة وهذا ما أدى الى تصادمها بواقع من قبل الاحزاب وألآيديولوجيات الكبرى والمتمثلة بالاحزاب الكردية الرئيسية في الساحة السياسية ضناً من هذه ألآحزاب أيضاً بأن هذا الاتجاه السياسي سوف يجعل الايزيدية تتنافر مع سياساتها بحكم تركيز الحركة على الجانب الديني وألاثني ولا سيما فانها تبلورت في منطقة خصبة ومؤهلة لتقبل ذالك بحكم ميول وأتجاهات سكانها الذين يميلون الى نوع من التماسك والتجانس الديني الذي يصل الى ذروة التعصب في أحيان كثيرة .
مثلت حركة ألآصلاح الكوتة ألآيزيدية لدورتين برلمانيتن متتاليتين سابقتين في أروقة البرلمان العراقي.ولم تحرك ساكن بقدر قيد شعرة كما هو الحال في دورته الثالثة لا بلْ أصاب نائبها هذه المرة بالصم والبكم أزاء من أعطوا لهم أصواتهم بعد أن تعرضوا الى أبشع أبادة في العصر الحديث . ساهمت وبلا هوادة الحركة في توسيع الشرخ و التنافر ألآيزيدي مع محيطه بحكم المواقف التي كانت تتخذه من اطراف سياسية كردية حتى لو كان هذا لقرار يصب في خانة ومصلحة ألايزيدية تطبقاً للمبدء القائل( علي وعلى أعدائي) .
الشيء الذي نحن بصدد الدخول في ديباجته وعلى غرار عنوان الكتاب الذي صدر من قبل أمينها العام السيد أمين جيجو ( الايزيدية بين السائل والمجيب) اليوم شاءت ألآقدار بأن يكون قائد ألآمة ألآيزيدية حسب ما كان يوصف به مؤيديه في الحركة و صاحب هذا الكتاب هو نفسه بين السائل والمجيب ألآيزيدي الذي كان السبب والعائق ألاكبر في فشل الحراك السياسي ألايزيدي أين صفي الدهر به ازاء هذه الكارثة وألآبادة ألآيزيدية التي كانت بحق تدنيساً للكرامة ألآنسانية قبل أن تدنس من الكرامة ألآيزيدية التي باتت سلعة تباع وتشتري في سوق الرق والعبودية يستذكرني هنا مقولة أحدى ألآخوات ( نسيمة شلال) في مقال لها بأن المنتمين من أهل شنكال الى الحركة كانوا يعانون أصعب الضروف في البداية من حيث القمع والتهديد والوعيد وناهيك عن الضروف المعيشية حيث كنا نعيش مدة طويلة على أكل الباذنجان وذالك لحسن حظنا الانها كانت رخيصة وحينها كان يقول السيد امين جيجو لا تبالوا فان الاتي سوف يمحوا من ذاكرتنا ما عانيناه بالآمس وسوف نعيش في رفاه وعز وها تحق حلمه فأنه يعيش في رفاه وعز في أرقى أحياء ومناطق ميونخ التي تعد ثاني اغلى المدن العالمية بعد زويرخ السوسيرية وأهل شنكال يعيشون في أتعس المناطق في العالم على ما يقارب من سنتين في خيم النازحين وفي الهياكل المهجورة وفي العراء يفترشون ألارض ويلتحفون السماء وليس هناك من معين الم يوصفوك بقائد الامة ومتى تظهر القيادة اليس في أيام المحن والشدائد. أم ان تمثيل الحركة لم يكن ألا سيناريو وفبركة ليجعل ألآيزيدون بأن يترواحون في دائرتهم الضيقة و الحيلولة من دون تقدم في الصعيد السياسي ليبقون في اطار الاحزاب السياسية التي تسيطر على الساحة الايزيدية.
والسؤال الى الذين مازال يبنون ألآمل على هذا الحراك السياسي ألآيزيدي التي لم يكن الابمثابة جرعة تخدير في الجسد ألآيزيدي والان بدء مفعول هذا التخدير رويداً رويداً يزول هذه المبررات وألآدلة التي تثبت بأن صلاحية ألآصلاح بعد كارثة شنكال كشف قناعها و أيقونتها المزيفة لا بلْ منذوا أحداث فاجعة كرعزير وسيبا شيخدري وكان أمينها العام في المانيا أنذاك ولم يحرك ساكن ازاء القضية بحجة انه لا يستطيع الذهاب الى شنكال لانه الاحزاب الكردية تمنعه من الذهاب اليها وفي مقدمتهم الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة السيد مسعود البارزاني .الا أن المفارقة الغريبة ولمن تابع السيد أمين فرحان جيحو كيف أنه كان على رأس الوفود التي أدت مراسيم العزاء في يوم وفاة والدة السيد مسعود بارزان في صلاح الدين وكيف زارممثلين عن الحزب السيد امين فرحان جيجو لتقديم التعازي لوفاة شقيته والى يومنا هذا لم نسمع أي رد من السيد النائب بخصوص اهله في شنكال صاحب الافكار العروبية التي الصق بها الايزيدية للاجل أجندة معينة اليس هذا الموقف محل استغراب وتساؤل واليس كما يقال بان كثير من الظن اثماً وأن الحركة تم احتواءها و التي سوف تكشف عنها الايام عاجلاً أم أجلاً .
قبل أن نختم مقالنا هذا وعلى أمل اللقاء معكم في الجزء الثاني دعونا أن نوجه الى المناصرين الى الحركة والى ألايزيديين جميعاًومن ثم الى السيد جيجو .أين كان قائد الامة ألآيزيدية وباني مجدها التليد كما كان يطلق عليه عندما عمت شوارع المانيا وميونخ مظاهرات على بكرة أبيها من أجل المطالبة بمساعدة الايزيديين ازاء كارثتهم هل صحيح كما قيل بأن سيادته كان يشرف على المتظاهرين من خلال شرفة عمارته في ميونخ التي جناها من ما كان يجنوه مؤيده المساكين من مزارع ربيعة ومن أصواتهم التي وصلت بشخصه الى مقعد الكوتا ألآيزيدية في البرلمان العراقي الذين اليوم حصرة عليهم كسرة خبز ورشفة ماء . الم يحق لهم بان ينادوا بأعلى ما تبقى من أصواتهم التي سرقت في صناديق اقتراعكم وأنتخابكم المزيفة وضمن سياق تفعيل قانون الفساد (من أين لك هذا).؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق