المشهد ألآيزيدي الى ....أين ؟
المشهد ألآول :ــ
لمنْ يتابع الِشأن الايزيدي عن كثب بعد الثالث من أب من العام المنصرم يجدّ التغيرات
المطروئة لواقعهم والتي أن شئنا أم أبينا
بأن ما أصابهم كانت كارثة كبيرة حملتهم ألآذى على مدى الدهر من جميع النواحي حيث
أثرت على البنية الاجتماعية وعلى البنية
الصناعية والتحتية وما حصل في بعشيقة وبحزاني كان جلياً بذالك ولكن أن الناحية التي تبقى بمثابة نقش على الحجر
ومحفورة في ذاكرة كل أيزيدي غيور ما تمّ
تدوينه وماقيلّ و أقترف من الانتهاك
والتدنيس والهمجية والاعتداء بحق حرارئرنا المتختطفات.
حاولت المنظمة الارهابية المتمثلة بداعش والتي أخذت على عاتقها نشر التعاليم الاسلامية الجديدة القديمة في
الوقت ذاته والمأخوذة من صَميّم الفقهّ
والشرع حيث كان يتم العمل بهذا المبدء منذ
الازل وقيل بانه قبل الف و أربعمئة عاماً
خلىّ تم نقل سبعمائة من الغلمان وليس النساء من تونس وتم بيعها في اسواق الرقة السورية
كرقيق، اليوم اصبح التاريخ يعيدّ نفسه لتطهير العرق الايزيدي بسبي البنات والنساء
وتزويجهم من رجال الدولة الاسلامية قسراً وبيعهن في المدينة ذاتها وبأبخس ألآثمان .كما
أجبروا وجعلوا ألآطفال والشباب تحت تهديد السلاح للنطق بالشهادة والدخول في مباديء ديانتهم وكرسّ
الاطفال اليانعين في دورات خاصة لتعليم مباديء العنف والترهيب وجعلوا من أجسادهم الطرية قنابل موقوتة ناهيك عن
المذابح الجماعية التي اقترفت بحق رجالها و من رفض الانصياع والتمثيل الى أوامرهم
البعيدة عن القيم الانسانية والحضارية وعليه أعيدوا عجلة ألتأريخ الى
الوراء بمنظور سلفي بغيض.
أنها حقاً وبكل
المقايس كان منعطفاً وسابقة خطير يتعرض اليها الايزيديون في التأريخ الحديث
والمعاصر ساهمت وبلورت هذه الاحداث المرعبة التي أقترفت
بحق ابناء هذه الاقلية المسالمة اضافة الى الموت الجماعي التي تعرضوا اليها من
العطش والجوع نتيجة محاصرتهم على تلك القمم الجرداء من الجبل وأوديته السحيقة .
ومن بعدها ذالك النزوح الجماعي التي أجبر اكثر من نصف مليون ايزيدي الى ترك ديارهم
والتشرد في العراء من دون كلل وماء ، تحت ضروف صحية وبيئية رديئة وقاسية وحصل هذا بين ليلة وضحاها
تصور عزيزي القاريء بأن هولاء النازحين كانوا بالآمس اصحاب بيوت واليوم
يسكنون في خيماً لا تتوفر فيه أبسط الشروط
المعيشية وحصرة عليهم كسرة خبز أنه مشهداً
يعجز اللسان عن وصفه .
والهجرة الجماعية الى الدول المجاورة وعلى وجه التحديد
تركيا التي يقطن فيها ما زال اكثر من خمسة عشر الف مهاجر في ضروف يرثى لها . بعد
ان تراجعت نسبة الهجرة الى الخارج قبل
هجمة داعش البربرية والهمجية عن معدلاتها
السابقة واصبحت عكسية. زادت هذه النسبة في الشهور الاخيرة لتبلغ اوجى عظمتها في
مغادرة الشباب الايزيدي الى الخارج نتيجة فقدان الامن والامان في مناطقهم حاملين وطنهم في حقائب الى حيث ديار الغربة للبحث
عن وطنناً يحميهم من الذل الذي تعرضوا اليه ولكن هذه المحاولة اليائسة ليس الحل النهائي للانهاء معاناتهم بلْ هذا الهروب
من الواقع بذاته. نتيجة الانصهار الذي سوف يتعرضون له في المستقبل الان تقاليدهم واعرافهم لا توالم مع
المجتمع الجديد الذي أحتظنهم .
المشهد الثاني :ــ
كثرّ الضغط يولد أنفجار قانون فيزياوي طبيعي معروف فالضغط الشديد على اي مادة
أو أي شيء بغض النظر عن نوعيته يولد ألآنفجار وبلا أدنى شك كانت الضروف السيئة
ونتيجة القمع الذي مارس ضد ابناءنا واخواتنا في سنجار من قبلْ القوارض البشرية
ونتيجة للخطط التكتيكية والانسحاب المفاجيء للمنظومة الدفاعية المتمثلة بالبيشمركه والتي يعرفها
القاصي والداني في تلك المناطق، بلورت وساهمت هذه العوامل مجتمعة في توليد مقاومة
يزيدية للدفاع عن هؤلاء المحصورين في
الجبل الاشم ولحماية المقدسات التي طالما دافع اجدادهم عنها في أزمنة غابرة. برزت
الى الوجود مقاومة ايزيدية مكونة من اهل شنكال والتحق العديد من اخوانهم في
المناطق الاخرى للاداء الواجب الملقاة على عاتقهم برز اسماء لامعة من المقاتلين
اللذين نكن لهم التقدير والاحترام وسقى العديد منهم بدمائهم الزكية ارض شنكال المعطاه و
وصانوا مزار شرف الدين الذي بقي شامخاً بشموخ
الجبل الذي ما برح وكان المعين للاهله الاكارم ولكن يبدوا جلياً فأن الاقنعة تغيرت
بعد حيناً ولم تدوم وهذا ماخيب الكثير من
الامال المتعلقة للايزيديين لكن الشي الذي
حصل في نهاية المطاف أحتوت هذه المقاومة التي كان يستوجب بقائها مرتبطة بطرف معين
بعد ان أجهضت بجنينها الاول وأصبح الشارع
الايزيدي برمته قابه قوسين وأدنى منه.
بهذا المنعطف اصبحت قوة مقاومة شنكال مجرد قوة تابعة وبكل تاكيد سوف يضمحل دورها
عن السابق .
هذا على الصعيد العسكري اما على الصعيد الدبلوماسي فقد
جاهد الامير تحسين سعيد علي مع لجنة اغاثة شنكال الى بذل كافة الجهود ولم يبقى
باباَ والا طرقوه من اجل تقديم يد العون الى ابناء جلدتهم الذين تعرضوا الى اكبر
كارثة بشرية وابشع عملية ابادة وعلى يد
اللدّ اعداء الانسانية في العالم قاطبتاَ . وجاهدت السيدة فيان دخيل عضو مجلس
النواب العراقي جهود حثيثة من اجل ايصال قضيتها الى المنابر العالمية كما ساهم
العديد من الاخوة والاخوات بذل جهودهم وطاقاتهم من اجل قضيتهم وهنا لا يسعنا ذكر جميع الجهات ويتم تركيزنا
على ما اوردناه ونلتمس العذر للجميع وفي نفس الوقت و نطوي قامتنا اجلالاَ وتكريما
لمن حرك قيد شعرة من أجل هذا الدين الحنيف . وهنا يجب ان لاننكر دور تلك المظاهرات
التي طافت الشوارع المدن الاوربية ولكن أن غالبية هذه المظاهرات كانت تكلف
المتظاهرين عناء السفر ومصاريفها فقط ويرجعون الى بيوتهم بخفي حنين كما يقال الان
الخطاب الايزيدي لم يكن موحداً فالذين كانوا يهتفون في الخارج يملئهم الحماس ومن
وراء الكواليس كانت تقدم المطاليب بشكل مغاير لما كان يهتفون المتظاهرون به وفي
الكثير من الاحيان كان يقدم اكثر من طلب وعندما كان المسؤول المعني الذي ياخذ الطلب يشاهد هذه الطلبات متناقضة بكل
تاكيد كان هذا الاختلاف يوثر على جوهر القضية وودها . واني على يقين تام بأنه لو
يومياً نقيم مظاهرة فلا نجد نفعاً منها بقيد شعرة الان الدول الاوربية لا تستطيع
أن تخالف سلسلة المراجع وفي نهاية المطاف اين ترجع فليس لها خيار الا حكومة الاقليم (بالمشمش) !!
المشهد الثالث وألآخير :ــ
في هذا المشهد سوف نركز على ما طرء على المشهد الايزيدي وما يستوجب العمل من أجله مستقبلاً نعلم جميعاً دور القيادة ألايزيدية الهشة قبل
أحداث شنكال وبعدها، وأظن أن التفاصيل
معروفة لدي المليء جميعاً ولسنا بحاجة الى الدخول في تفاصيلها والسبب لا يقتصر على القيادة فقط بلّ يقع القسط
الاكبر على الايزيديين أنفسهم لربما هنا يبادرنا قاريء من قراءنا الاعزاء ويسأل
وما ذنب العامة من الناس المسؤول الاكبر هو الامير ومجلسه الروحاني والمسؤولين
الحزبين لانه لا يفعلون اي شيء لهذه الملة المغلوبة على امرها . ويخرج نفسه كما
يقول المثل المصري( زي الشعرة من العجين ) في حين يحمل هو نفسه المسؤولية ذاتها
.قل لماذا ..؟ألآنه المجتمع الايزيدي بصورة عامة منذ سقوط الطاغية والى يومنا هذا لم
يعمل ولم يخطوا أي خطوة أيجابية لتدوين شيء يذكر من أجل بني جلدته .الكل يقول (انا
أش علي ) من الغرض الفلاني ويبتعد عن المسؤولية وتفكيره ضيق الى حد معين لا يتجاوز
جيبه ولا يفكر بغير مصلحته الشخصية الضيقة . المجتمع الايزيدي يمتاز بصفة
بأنه لديه الاستعداد على قبول الغريب
ويفضله على بني جلدته والتعنت بالراي هي
الصفة الثانية التي يمتاز بها ويبرهن بانه على الصواب دائماً مهما جرى النقاش كما
أنه لا يرغب بأن يكون اخاه نافعا فيه، (كحال ذالك الرجل الذي دعا من الله أن يهبه بقرة فجاء اليه من يقول له ( أن
الله سوف يهبك ويعطيك بقرتين ويعطي جارك
بقرة فرض الامر يا للمصيبة ).
خلال هذه الفترة العصيبة شهدّ و برز الى الوجود الايزيدي
الكثير من الشخصيات حيث كان الشارع الايزيدي يعلن تأيده و مبايعته و يطلق عليه الالقاب لكن شاءت الاقدار بليلة وضحاها ان يغير الراي
فيه لربما نتيجة بعض المواقف التي بادرت منهم. ومن الصعب جداّ لاي شخصاً ان يلمّ
شمل الايزيدية اذا لم تكن جهة شرعية و في نطاق
الامير والمجلس الروحاني الممثل الشرعي للايزيدية وأظن كما يعرف الغالبية هذا الشيء دعونا من ما يدون في صفحات
الفيسبوك وقال فلان ونطق علان هذه هي الحقيقة . يستوجب أن تتكاتف الجهود
للاجتياز هذا التشتت والانقسام وعدم التوحيد في الاراء أنعقاد مؤتمر يزيدي عام هو السبيل الوحيد للقضاء على
هذه التناقضات والخلافات ويعطي للمجلس
الروحاني شرعيته ومكانته.
زبدة الموضوع كما يقال أن أهل المكة ادرى بشعابها نحن
الايزيديين نعرف أنفسنا أكثر من غيرنا اننا نمتاز بصفة كما يقول المثل العربي( كل واحد من عندنا اخو
خيته) وحده موجود في الساحة ليس سواه وبهذه
الطريقة يبقى خطابنا متشتتاً فمن الاجدر
على الامير ومجلسه الروحاني الاسراع في تشكيل المجلس الايزيدي الاعلى على غرار ما
تم( تشكيل المجلس الاعلى للزردشتين ) الان المجلس الروحاني هي الجهة الشرعية المعترفة بها من الغالبية العضمى من الايزيديين
ولا يتم توحيد خطابهم بمعزل عن هذه الجهة الشرعية ولكن يجب ان لا ننسى الشيء المهم في هذه الخطوة المباركة
بأن يمتاز بالتعددية والشمولية وأن يكون
هذا المجلس بعيداً كل البعد عن
الاجندة السياسية ويكون بمثابة برلمان يزيدي مصغر ويكون مرجعاً اساسياً لكل
ألامور العالقة بما يطرء على الايزيديين من المستجدات بعيدا كل البعد عن التحزب و
السياسة وما الى ذالك وبكل تأكيد سوف تكون
هذه الخطوة بمثابة اللبنة لاساسية لتوحيد الخطاب الايزيدي المتشتت ويكون في نفس
الوقت بمثابة قارب نجاة ينقذ الايزيدية من الغرق المحتوم الذي هم في طريق الزوال
اليه بعد ان كثرت المجالس الايزيدية
ولينضوي الايزيديين جميعاً تحت خيمة هذا المجلس المنتخب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق