الأحد، 10 أبريل 2016

"ألآخّفاقْ السّياسي ألآيزيدَي ..الى متى" ج/4
سرهات شكري باعدري

sarhathussein @yahoo.de

4 ــ ألآخفاق السياسي ألآيزيدي الرابع:ـ ألتجمع الديمقراطي ألآيزيدي والقائمة المستقلة.؟

هل سيتعلم ألآيزيديون شيئاً من أخفاقاتهم المتكررة ومن قباحة الدرس ألاخير .؟

الى متى يبقى الراهن والحراك ألآيزيدي السياسي مصيره ألآجهاض وألآخفاق ْ .؟

الم ياتي ألآوان ْلكي يتحرر الفرد ألآيزيدي من عبودية كابوس السياسة المتسلطه عليه .؟

بعد التشخيص وألاشارة الى بعض العوامل التي ساهمت وأصبحت بمثابة حَجر عثرة أمام ألآخفاق الذي أصيب به الراهن السياسي ألايزيدي بدءاً من حركة ألآصلاح والتقدم ومروراً بزوبعة الكيان السياسي المرتقب الذي أعتبر أيقونة مزيفة و هشاشة و تقاعس المؤسسة الدينية الايزيدية ونرجسيتها وعدم قدرتها على أتخاذ موقف أزاء القضايا ألآيزيدية المصيرية المتمثلة بالآمير والمجلس ألآيزيدي الروحاني وألآستشاري معاً، وأنتهاءاً بمرحلة التجمع الديمقراطي ألآيزيدي والقائمة المستقلة اللذان لم يعدا لا بمثابة رحلة قطار وذر الرماد في العيون . في مقالنا اليوم سوف نسطحبك عزيزي القارئء في رحلة على متن هذا القطار لنتعرف على محطاته 

بعد رحيل الطاغية وجمهورية الخوف ودكتاتورية الحزب الواحد المتمثل بسلطة البعث الفاشية التي قمعت الحريات تفائل َالعراقيون وتنفسوا الصعداء و أستنشقوا نسيم الحرية ،بطبيعة الحال كان للايزيدية ايضاَ نسمات من هذا ألآستنشاق ألآعتبارهم طيفاّ من فسيفساءه العراق المزركش حيث أصابهم من الغبن والظلم وألآجحاف مثلما أصاب غيرهم من الاخوة المنتمين الى الاقليات من قبل النظام و لكن بفارق أن الاقصاء والتهميش ما زال مستمر بحقهم بعد الرحيل أيضاً ْ .

حيث بدءت طلاسم الحركات السياسية وأنشارها تغزو جميع انحاء العراق وأصبحت مكاتب الكتل السياسية في كل زقاق وكادت تنافس محلات بقالة الخضرة والفواكه وأكشاك بيع الفلافل عدداً،

نتيجة هذه المعطيات التي برزت في الساحة السياسية العراقية والتهميش والاقصاء الذي اصاب المجتمع ألآيزيدي تبلورت براعم النواة ألآولى لحراك وعمل سياسي أمتاز بالشمولية في ألاتجاهات الفكرية وتمثلت هذه الفكرة في أطار التجمع الديمقراطي ألآيزيدي الذي برز كمنعطف و تحول فكري سياسي حيث تم ولادته من رحم ألآحداث والمعاناة أن صح لنا التعبير بذالكْ. 

كانت فكرة التجمع الديمقراطي ألآيزيدي في باديء ألآمر عبارة عن منظمة مجتمع مدني عمل القائمون في مجاله بمحاولة تركيز ألآهمية على القضايا ألايزيدية في خارج الوطن وعلى وجه التحديد في المانيا بعد أن حصر وأغتزل دفة جميع ألآمور المتعلقة بالشأن ألايزيدي في أطار مركز ألآيزيدية خارج الوطن الذي تأسس في هانوفر أواخر منتصف التسعينات ومركز لالش الثقافي واللتان أصبحتا كبيادق شطرنج حيث يتم تحريكهما بمقتضى و حسب أجندة القائمين .

تبلور فكرة التجمع الديمقراطي ألآيزيدي بعد ذالك الى منطلق سياسي وأنظم الى صفوفه نخبة مثقفة من ألآيزيدين في المهجر كذالك نال أرضية جيدة في الوطن وتفاعل مع كل ألآحداث التي حصلت أنذاك على الساحة ألآيزيدية وأبغى التقارب والتنضيج في ألآفكار للفرقاء السياسين ألآيزيديين من أجل جعل جميع الصفوف تحت مظلة واحدة في أطار سياسي أيزيدي موحد .

للامانة التاريخية نقول بأن هذا التجمع النخبوي لو لم يكن مصيره الاجهاض ولم تحاك الموامرات من قبل جهات سياسية معينة لتمزيقه وأحتوائه لكان وضع الايزيدية افضل من ما هم عليه ألآن. مجهولي الهوية متشرذمين مهجرين متسكعين في أرجاء المعمورة . 

لكن للآسف الشديد لم يسعفهم حظهم العاثر هذه المرة ايضاً كسابقتها من المرات ألآخرى التي سبقتها في مسيرتهم السياسية المليئة بالاخفاقات والفشل من أجل أنتهازية ومصالح ذاتية . حيث عجز المنظمون لهذه الفكرة عن تمويله ذاتياً من دون ألآعتماد على جهات معينة لحين تثبيت مخالب أقدامه، وندرك جميعاً بأن سرونجاح أي كيان سياسي يعتمد بالدرجة الاولى على التمويل والاقتصاد حيث أقترح في باديء الامر بأن ينفق كل عضو في التجمع مبلغاً من المال أي ما يقدر (1000)يورو اضافة الى أشتراك شهري وكان حينها يبلغ عدد اعضائه ما يقارب ستون شخصاً اي ما يقارب الستون الف يورو وكان مبلغاً أنذاك ليس بالقليل لنفقاته حيث كان بالآمكان فتح بعض المكاتب الخاصة للتجمع في المناطق ألآيزيدية و كانت أسهم بورصة شراء النفوس والاصوات في ذروتها القصوى أنذاك لكن لم ينجح هذا المقترح المعروض من قبل أحد أعضاء التجمع (السيد أوصمان خلف ) حينها وعدم التوافق في التمويل كانت العقبة الرئيسية امام هذا الحراك السياسي والخطوة الثانية في أجهاضه جاءت من خلال زيارة وفد التجمع الديمقراطي المنبثق عن أجتماع هانوفر أواخر2004 والمؤلف من سبعة اشخاص وبرئاسة السيد قاسم ششو القائد الميداني لقوات شنكال اليوم و على نفقتهم الخاصة وزيارتهم الى حكومة أقليم كردستان ورئاسة البرلمان وفي جعبتهم حزمة من المطاليب ألآيزيدية وهذه الزيارة زادت من طين التجمع الديمقراطي الايزيدي أكثر بلة وجعل بين صفوفه شرخاً عوضاً عن التوحيد وتم أحتوائه من قبل الفوق الكردي السياسي أشبه ما يكون بقبضة مجسات ألآخطبوط لفريسته. 

برؤيتي المتواضعة فأن الغالبية من القائمين لهذا الحراك السياسي بعد أحتوائهم وتقديم ألآغرائات لهم أصبحوا أشبه بمسافرين على متن قطار متجهين صوب ما يحقق مبغاهم وجعلوا من ألآيزيدين وقود لهذا القطار حيث بدء كل مسافر من هولاء المسافرين على متن هذا القطار يبدء بالنزول والترجل في المحطة التي تناسبه حيث بدأت الهجرة العكسية من اوربا الى اقليم كردستان وبدء الجميع يبحث عن وضيفة مرموقة وكانت المحطة ألآولى أمام المكاتب الاستشارية في رئاسة الجمهورية والبرلمان الكردستاني ومن ثم أنتشرت حمى المناصب بين أعضاءه كالنار في الهشيم وكانت القائمة ألآيزيدية المنبثقة عن التجمع ايضأ رغم تسميتها بالقائمة الايزيدية المستقلة ظاهرياً لكن في طبيعة ألامر كانت الى حد النخاع مغمورة ومطعمة بالسياسة في الباطن والمخفي ، راودت مخيلتي وانا أسطر هذه الكلمات موقفاً يمتاز ببعض السخرية و بأستطاعتنا أن نجد نوعاً من التشابه بين مجريات الموقف الساخر الذي نود سرده و قائمتنا الغراء أي القائمة ألآيزيدية المطلية بالاستقلالية.

حيث يقال بأن جحا أشترى( شوال) أو كيساً من السكر من أحدى المحلات وكتب على الكيس بخط عريض وملفت للنظر" أحذروا فلفل حار" ولما سئل جحا من قبل صاحب المتجر لماذا كتبت على الكيس "فلفل حار" يا سيد جحا وهو يحتوي في داخله السكر فكانت أجابة جحا الى صاحب المتجر لقد كتبت هذه العبارة لغرض أن أغض النظر وألآنتباه عن النمل لكي لايقترب ويظن بأنه يحتوي على "الفلفل الحار" بعد هذا ألانشرح بالنفس في عبقرية جحا ماهو أعتقادك عزيزي القاريء بعبقرية من أختار هذه القائمة تحت هذه التسمية . والآجل ماذا..؟

زبدة الموضوع الذي حبذنا من خلاله أيصال هذه الرسالة الى القاريء الفاضل َيكّمْن في الرجوع الى عنوان المقال نفسه والتساؤل المطروح . ألآخفاق السياسي ألآيزيدي الى متى ...؟

ألآخفاق سوف يستمر على هذا المنوال أذا لم يتعلم ألآيزيديون من أخطائهم السابقة ولم يبتعدوا عن الدين ويرسموا حداً فاصلاً بين السياسة والدين ،ومجملْ الكيانات السياسية الايزيدية التي سوف تأخذ منحى أو أتجاه ديني مصيره الذبول وألآخفاق ولم يحالفه النجاح والديمومة ويبقى في خبركان. ألآن ألآعتقاد السائد والتصور الخاطيء والتحفظ المخيف لدى ألآوساط السياسية الكردية في حالة أقدام الايزيديين على أي عمل وحراك سياسي يصب في بودقة القومية فأن الكارت ألآحمر والتهمة تكون لهم في المرصاد و يقولون بأن ألآيزيديون يريدون ألآنفصال عن ألآكراد وأصبحت هذه الصفة ملاصقة لهم على غرار تهمة (سبْ الريس في العهد البائد ). 

أذا ما أراد ألايزيديون أن يحالفهم النجاح في أنشاء كيان سياسي والذين هم بألامس الحاجة اليه في المرحلة الراهنة بعد أن طفّ الصاع وفاض الكيل بهم ،لهم هذه الخيارات :ــ 

(1) أن تتبلور فكرة سياسية جديدة بعيدة كل البعد عن الدين ويخوض تجربتها فئة شبابية تتميز بالثقافة والمثابرة بعيدين عن الانتهزاية وفي صدورهم أندفاع مبديء راسخ نابع من الواقع المرير الذي يمر به أبناء جلدتهم، ألآبتعاد قدر ألآمكان على المخضرمين الذي أصبحت دماء عروقهم حاملة فايروس التحزب لكن يمكن ألآعتماد عليهم في المشورة و لا يقتادون بهم.

2ــ يكون المهجر نقطة أنطلاقتهم وملتقاهم لحين تهيئة ألآرضية المناسبة في الوطن حيث يتم احتوائهم في الداخل ألآنه يتم ابطال مفعول المؤسسات التشريعية المنتخبة وما بالكم بالايزيدين مثل ما حدث موخرا للاقالة رئيس البرلمان في أربيل ومن الطريف هنا سئل في احدى لقاءات فضائية روداو مواطن في الشارع هل رايت او سمعت باقالة برلمان منتخب من قبل الشعب وبأنتخابات تشريعية فكانت اجابة المواطن نعم في اقليم كردستان .

3ــ الركيزة ألآعلامية يجب التنويع في المنابر ألاعلامية وذلك للاهميته في التواصل في يومنا هذا بعد ان اصبح العالم عبارة عن قرية صغيرة بحكم العولمة ويستوجب أن يكون بلغات عديدة مثل السويدية والمانية والانكليزية ليتسنى لمزيد من الشباب المقيم في هذه الدول ولا سيما فأن الغالبية العظمى من الشباب في المهجر يتقنون هذه اللغات بألاضافة الى لغة الام الكردية .

(2) الخيار الثاني أمام الشباب الايزيدي المغترب هو ألآنخراط وألآنظمام في الحراك السياسي ألآوربي والدخول في تنظيم ألآحزاب السياسية ولاسيما والغالبية السائدة من الفئة الشبابية يحملون جنسية البلدان الذين يقيمون فيها وسوف يكون لهم حق الترشيح والانتخاب وبهذه الطريقة سوف يفتح ألآفاق المستقبلية لجيل يزيدي في مرحلة ما بأن يستلم مهام سياسية كانت حكراعليهم في بلدانهم والان أصبحوا في مواقع يديرون بالمنفعة على ابناء جلدتهم وكما نعلم جميعاً بأن الهجرة الجماعية الاخيرة بعد مرحلة داعش دفع بالكثير من الشباب الايزيدي بالهجرة الى ديار الغربة وفي السنوات القليلة المقبلة يمتلكون جنسية الدول المقيمة فيها ويحق لهم بالترشيح والانتخاب سواء على مستوى المحافظات او المقاطعات و كذالك البرمان التشريعي . ؟ وهناك الكثير من المختربين تبوأ وقلدوا أماكن مرمموقة في دول اوربية بعد ان طاف بهم أفة الهجرة من بلدانهم الاصلية وأنه محل فخر وأعتزاز بأن يحذوا ابناء الجالية الايزيدية ايضا هذا الحذوا وهنا على سبيل المثال وليس الحصر( خديجة عريب) مغربية رئيسة لمجلس النواب الهولندي ( منى فضل) فلسطينية برلمانية في الاتحاد الاوربي و مسؤولة في برلمان نمسا(عائدة الحاج) بوسنية اصغر وزيرة في السويد للتعليم الثانوي وهناك المزيد والمزيد في حين نشكل نحن الايزيدية نسبة من سكان العراق ولا نجد في أحلام اليقضة مناصب مرموقة. الانه ليس لنا حراك او كيان سياسي يمثلنا بلْ من يمثلنا هم منتمين الى تيارات سياسية اخرى يفضلون مصالح احزابهم ومصالحهم الخاصة على المصلحة الايزيدية العامة وناهيك عن المؤسسة الدينية التي أصبحت بمثابة منظمة حزبية ولها من الفكر السياسي اكثر من المواعظ الدينية واللاهواتية .؟

أنقرعلى الرابط للاطلاع ج/1ج/2/ج/3

ليست هناك تعليقات: