الهوية ألآيزيدية ...الى أين/ج2
سرهات شكري باعدري
الهوية هي الذاتية و الخصوصية و هي
القيّم و المثل و المبادئ التي تشكل الأساس ويشير مفهومها إلى ما
يكون به الشيء هو هو ، أي من حيث تشخصه وتحققه في ذاته وتمييزه عن غيره، فهو وعاء
الضمير الجماعي ، الهوية هي السمات التي تميز
شيئا عن غيره أو مجموعة عن غيرها ،الحكمة الصينية
تقول : لا تخف أنك تسير ببطء أو تأخذ خطوات قصيرة.. الخوف كل الخوف هو أن تقف و
لاتتحرك.
يتطلب منا اليوم بأن نتحرك
أزاء هويتنا أكثر من ذي قبلّ لانه كما يقال بأن الفرصة تأتي مرة واحدة وأن لم
نستغلْ هذه الفرصة المواتية فأنها ستكون في عداد الفرص الضائعة يجب علينا بأن نضع
حداً لهذه المعاناة الي تصيبنا بين فينة
وأخرى ،الى متى يبقى التشرد مصيرنا ونبقى اصحاب هوية ضائعة الم يهتز كياننا من
جراء تلك الكارثة التي اصابتنا في عقر دارنا .هل تضررت وقدمت القرابين فئة في
المجتمع العراقي بقدر ما أضحيناه نحن الايزيدية .لماذا لم نأخذ العبرة من تلك المجزرة الجماعية التي أرتكبت بحقنا ونضعها حلقة في أذاننا وعبرة لكي نأخذ منها درساً هل
خلقنا لكي نستعبدّ، متى سوف نكون أسياد أنفسنا
متى نتخلص من هذه الاستعباد..هل كتب على جبيننا بأن نبقى القرابين لهذه الابادات الجماعية التي
تعود علينا كل حينّ، كمّ من الامم والشعوب بنيت لها الاساس المتين في تحقيق هويتها
وبالامس القريب كان بمثابة حلماُ لها. انظروا الى اليهود كيف اسسو حلمهم المنشود
كانوا متشردين في بقاع العالم وغيرهم حوالينا
تتبع التاريخ والاحداث وأبحث
في الملفات شاهد كم من المأسي أصاب هذه ألآقلية
المغلوبة على أمرها . من أجل ماذا
حدث كل هذا الشيء اليس الآنه هويتنا وعقيدتنا الخاصة هي ألايزدياتية أذاً ما برح وندرك
بأنه لنا خصوصيتنا فلماذا لا نتحرك ضمن نطاق هذه الخصوصية ولو بشكل بطيء عوضاً عن
التفرج.
المجتمع الدولي اليوم موقفه
موالي مع الاقليات جميعاّ في تقرير مصيرها
وهذا شيء لا محال منه بأن يقف في صفهم. وكما نعلم جميعاً بأن ألاستقرار لا
يستقرّ في المناطق التي يقطنها الغالبية الايزيدية والتي يطلق عليها بالمناطق المتنازعة عليها
وكما يقال المثل بأننا ضيعنا الخيط والعصفور بعد فاجعة شنكال. لا بد ان يخرج الايزيدية
من هذا الازمة والكارثة بنتائج مهمه تضمن وجودهم المادي والمعنوي على ارض العراق
بصورة مؤثرة وفاعلة داخل المجتمع العراقي
والكردستاني فالفرصة مواتية وسانحة.
كيف لنا ان نعيش مع من جعلْ
أعراضنا لقمة سائخة في افواه تلك الذئاب
المفترسة ليلتئمها. بأي وجهاً نواجه ونجاورمع من أرتبط بيننا
وبينهم صلة الدم لكي نكون اخوتة واليوم أنقلبتْ تلك ألآخوة كرهاً وعداءاً. أذا
حبذنا بأن نحافظ على ذاتنا وهويتنا يستوجب علينا من اليوم أن نوحدّ الصفوف ونأخذ
من العقيدة ألآيزيدية نبراساً لعملنا في المستقبل الانه لا ينفعنا لا زيد ولاعبيدّ
في هذه المرحلة سلمنا أمرنا الى الاحزاب
الكردستانية وظننا بأنهم سوف يكونون العون لنا
الا انهم اصبحوا الفرعون علينا ،هل صاغ سماع احدكم أي توجه ديني يدين
الاعمال الاجرامية التي ارتكبت بحق الاقلية الايزيدية أو أي مسؤول مرموق ورفيع
المستوى. ماذا يدلْ هذا اليس الحقد الدفين
بعينه، بقاءنا متزمتين بأرضنا هو الخيارالصحيح في تحقيق هويتنا الان الارض يعد من
مقومات تحقيق الهوية الذاتية . فكيف لنا أن نختار الهجرة والهروب من الواقع و نضع
ذالك الارض الذي أرتوى بسيلاً من أنهرالدم وبيادر من الجماجمّ، وفي الجانب الاخر من
الضفة يعلوا أصواتنا في تحقيق الهوية
الخاصة بنا أنهما مرادفان متناقضان.دعونا ان نسلط الضوء على ما يجري في ديار
الغربة وخصوصا التربية الاسرية للاطفال التي تجعلنا بين أمرين كلاهما في غاية
الصعوبة يتحتم علينا وخصوصاً اذا عرفنا
بأن الاطفال هم الجيل المستقبلي الذي يبنى ألاوطان بسواعدهم وأفكارهم النيرة.
والخيارن هما أن نعيش في الغربة من دون وطن وألآنصهار
بين تقاليده وأعرافه ونمحوا الى الابدّ أو أن نعيش في وطناً تحاول أن تفرض وطنيتك
على الرغم من تعرضك الى الابادة والتميز .مثلما نعيش في الوطن و لناهاجس الخوف من
المجهول الذي سوف يحصل وأبشع منه ، في نفس الهاجس
تبقى العائلة المغتربة تعيش
الخوف من التشتت وضياع الأطفال في المجتمع الغربي
الذي لا يقيم اي اعتبار لعاداتها او دينها او تقاليدها ،أهم شئ لديه هو
احترام القانون ،ويبقى الطفل تائها بين تقاليد البيت الصارمه والحرية الجديدة التي
يمنحها له الوطن الجديد ،فيحاول الهروب من اهله وخوف واضطراب يحتل كيانه فيصبح
كالمستجير من الرمضاء بالنار. في رياض الأطفال يقضي الطفل ساعات طويلة في جو من
المرح والسعاده ،يتعلم فيها الأناشيد البسيطه التي تتحدث غالبا عن الحشرات
والديدان والبحر والشمس وكل ما يلائم سن الطفولة البريئه ،ولكن هذه الاناشيد لا
تتطرق الى حب الأم او الأب او الأخ او الصديق او كل ما كنا ننشده في فترة طفولتنا
،كانت المعلمة في اوطاننا تغرس فينا حب وآحترام الوالدين أو حب المدرسة او التغني
للروضة ووصفها بأجمل الصفات ،وكنا نستمع منها الى القصص الهادفة التي تقوي القيم
الأنسانية ،كالأمانة والصدق وحب الكبير والعطف على الصغير ، وتعلمنا نبذ العنف
والتكبر والكذب والأنانية ، وهذا للاسف الشديد لا يتعلمه الطفل في المدارس هنا،
حتى ان درس الدين الذي من المفترض ان يقوي الجانب الروحي عند الطفل ، لا يحمل تلك
الخاصية في مدارس الغربة ، فيكون الدرس كالآتي : بعض الناس يؤمنون بوجود الله الذي
خلق كل شئ ،ثم تسرد لهم أمثلة عن الديانات في مختلف ارجاء العالم وتقول لهم اما
انا فلا اتفق معهم بان الله موجود ، اذن انا ملحده .و تترك الطفل في فراغ روحي
وهناك العديد العديد من الامثال الحقيقية التي تجعل من الاسرة أن تتفكك . فما مصير هويتنا في هذا المجتمات التي نناشدهم
ليلاً ونهاراً صباحاً ومساءاً بأن ينقذوننا من الوضع المأساوي الذي حل علينا
ليأخذوننا من تحت رحمة المطر الى تحت رحمة الحالوب او الثلج كما يقال .أننا بهجرتنا هذه نعرض أنفسنا الى التعرض الى
التصادم الحضاري كيف للانسان لا يجيد الابجدية في حياته وقضا عمره يرعي الماعز
ليتكيف مع عصر السرعة وحركة القطارات السريعة على سبيل المثال وكذالك حال الشباب
أيضاً، قبل احداث شنكال وجدت احد الشباب
في صالون الحلاقة يبدوا من لهجته بأنه من شنكال لديه شعرا طويل و كثيف وبعد
ان قص الحلاق شعره ظهرت أذانه واذا بأربعة من الحلقات أي( التراجي) يحملها في
أذنيه وجعلت فضوليتي الزائدة بأن اسئله كم من السنوات أنت في ديار الغربة اخي
العزيز فقال بأنه اصبح له اربعة سنوات
فقلت له انك عملت الصواب ووضعت اربعة( تراجي ) في أذنيك حتى لا تنسى عدد السنوات
التي تركت بها ارض الوطن و قال أخي لماذا تسلبون حريتنا فأن كانت هذه الحرية والتقدم بنظر شبابنا في
الغربة فبئس تلك الحرية والتطور انها ليست
الا التمسك بقشور الثقافة في الغربة.
لربما يقول البعض انها حالة
شاذة حصلت وذهبت الكرة من جانب الملعب هذه
المرة، يقناً هنالك حالات أصعب بكثير من هذه الذي اورنادناها .هل تعلمون بأن اللغة
ايضاَ مقوم من مقومات تحقيق الهوية أعمل احصائية وشاهد كم من الاطفال يجيد لغة
الام الكل يتكلم بلغة يصعب فهما مما يظطر الوالدين بأن ينتهجون لغة مختصرة يفهمون بها أطفالهم ومما زاد من الطين بلة
الوالدين يتكلمون بلغة البلد المقيم فيه
مع اطفالهم بحجة اتقانهم اللغة عن طريقهم. فهم لا يتعلمون في نهاية المطاف
والاطفال ايضاً لا يتقنون لغة الام على أتم الوجه وبصيغة نحوية صحيحة حيث لا يميزون بين المذكر والمؤنث . والسؤال
الذي يطرح نفسه كيف نقيم هوية أيزيدية اذأ تركنا ارضنا وفقدنا تقاليدنا ولغتنا
وعشنا في مجتمع يسبقنا بأشواط من التقدم والى أين تتجه الهوية ألآيزيدية
المستقبلية .
يبدوا أن حظنا لم يكن أوفر
حظاً من حظ الشاعر السوداني الذي وصف حظه
بهذه الابيات الشعرية:ــ
إن
حظي كدقيق فوق شوكٍ نثروه ... ثم قـــالــوا لـحـفـاة يـوم ريـحٍ اجمعـوه
صـعـب الأمـر عـليهم فقالوا اتركوه ... إن من أشقاه ربي كيف أنتم تسعـدوه؟
صـعـب الأمـر عـليهم فقالوا اتركوه ... إن من أشقاه ربي كيف أنتم تسعـدوه؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق