"بالأمسَ فاتح ..واليوم داعش ..و غداً ماذا"
تخلتف المسميات وتتكرر الادوار والمبغى هو ذاته بين ألامس واليومأبادة منْ لا يُحملّ الرايةهذا أصبح جزءاً من صَميم الواقع الذي نعيشه نحن ألايزيدية على وجه الخصوص والاقليات في العراق على وجه العمومأن التساؤل الذي يقودنا في هذه المرحلة الحاسمة التي نعيشها نحنْ ألايزيديون بصورة خاصة الى متى نبقى نعيش تحت هذا الهاجس، الخوف من المجهول ،عدم الثقة بالنفس والرضوخ أن مُجمل حملات الابادة التي تعرضنا اليها كانت في سابق العصر لا تختلف بأي منظورعن الذي نتعرض اليه اليوم ، سوا بفارق التسمية فقط بالآمس كانت تسمى الفتوحات واليوم تسمى داعش ولربما غدا يطلق عليها المهدي او الماعش او الفاحش وما اكثر التسميات والغاية ذاتها أنه يستحيل بأن يعيش الحَلم الوديع بالعيش بين قطعان الذئاب المفترسة أن صح التعبير الى أبد الدهر ،ومن يظمن لنا العيش بينهم بعد ما جرى لنا من النكبات أن ما نبغيه من السرد هنا هو تسليط الضوء على اللقاء الذي أجرته الفضائية العراقية مع النائب السابق للبرلمان العراقي السيد أياد جمال الدين والذي وضَعْ بدوره من خلال هذا اللقاء النقاط على الحروف وقال:ــ داعش لها أمتداد على خريطة العالم وهنالك منابر خاصة تهيء هؤلاء الاشخاص والاكيف يأتي شخص من فلوريدا أو من غيرها من الدول الاوربية وبمؤهل جامعي وينظم الى صفوف هذا التنظيم الارهابي .للاسف الشديد ان ما جرى للاخوة الايزيدية جاء ضمن نطاق الفقه سواء الفقه السني ام الشيعي والفقه أخطر من التكنلوجيا النووية .إذا نتبع الفقه فأن داعش على حق الانه الفقه ينص بأن قتل الايزيدي حلال .وليس بأستطاعتنا ان نواجه داعش بالطائفية على سبيل المثال لو واجهناه بدبابات عليها رايات الحسين(عبذالك نأزم الوضع اكثر ويتحدّ السنة ويقولون بأن هذه الجيوش صفويةيستوجب مواجهة داعش بتلاحم وطني وبقوة عراقية مشتركة وجيش وطني والا أن العواقب ستكون وخيمة وأكد انه قبل الف واربعمائة سنة جرى ما جرى اليوم حيث أحضروا من تونس ما يقارب سبعمائة غلام لم يبلغ سن الحلم اي لم يبلغوا الثامنة عشرة من العمر واكثر من ثلاثمائة من النساء وباعوهم في سوريا في سوق الرق كسبايا ببضعة دراهم وحفنة فلفل ، التأريخ يعيد نفسه اليوم في رقة و الموصل .
بعد أن أمعناّ النظر في ما قاله أحد من علامة الشيعة المعروفين وعبر المنابر الاعلامية هنا أودّ الاشارة الى أنه عندما يطالب الايزيديون بحقوقهم هل فيه شيء معاباً او لوماً او قبحاً.أمّ انه شيء نابع من الصميم ّوأمانة في أعناق كل واحداً ينتمي الى هذه العقيدة السمحاء ،وهذه مسؤولية تأريخية يستوجب المطالبة بها الجميع وحسب أمكانياته وأستطاعته ومقدرته ، حالنا كحال اي فئة او جهة في المجتمع تشعر بالتقصير وألآقصاء ، وهذا لا يعدّ بمثابة الخطوط الحمراء التي يتجاوزها المرء بنظر القانون والمجتمع كما يتصورها البعض من الاخوان هلْ ..؟ينكر أحدكم بأنه غير أيزيدي أذا ما العيب في ذالك وما الاساءة الى الغير الايزيدي في ذالك .الايزيديون ان شئنا ام أبينا أقلية لها عرفها الديني والمذهبي وخصوصيتها الدينية تختلف عن باقي الخصوصيات الدينية، والدفاع عنها والحفاظ عليها واجب مقدسأذاً الكارثة التي حصلت بحق الايزيدية جعلتهم أن يفيقون من السبات و الغبنّ الذي كان يعانونه بمرور الدهر وأصبحت لهم دراية وقناعة بأن ألآنتماء المذهبي كان كفيلا بالذي كان يجري بحقهم منذ الازل والى يومنا المنشود هذاوكم من ابادة حصلت لهم ليس لاجل شيء يذكر ماعدا انهم معتنقي الايزدياتية .
الموضوع الملفت للنظروألآكثر اثارة في الشارع الايزيدي والذي طغى صيته اليوم على اسعار البورصات والانواء الجوية ، و مخيمات النازحين المليئة بالسيول الجارفة ،وتلك الهياكل التي تهب عليها الرياح من كل حداً و صوباً من دون أن يحركّ ساكن ْمن الاخوة المسؤولين المعنين ،وتلك المعلبات المنتهية صلاحيتهاالتي توزع على النازحين من دون رقابة صحية وأنسانية ، وأزمة أخواتنا المختطفات اللواتي يفضلن الموت على تلك الافعال الدنيئة لداعش بحقهم وتلك القصص الفاحشة التي يرويها الناجين من بطشهم ّوأنباء سا رة عن وفد المجلس الروحاني مع عشائر سنجار الى أمريكا ، وتلك القصص الواقعية التي لربما تكون بمثابة قصص الف ليلة وليلة لكاتبنا المبدع داود ختاري والتي يسردها من واقع شهرزاد الايزيدية الناجية من براثين الظلم والموت الزئام وما تنشره المواقع الالكترونية الايزيدية من الاخبار عوضاَ عن هذا كله أنصب الموضوع ألآني على القومية هل نحن أيزيديون أم أكراد وكانها المعضلة التي حيرت العلماء .هل الدجاجة من البيضة ام ان البيضة من الدجاجة .وأثار هذا الموضوع زوبعة ضبابية حالكة الظلام لنا وتناسين كل شيْ والغاية من هذا كله كما يقال في نفس يعقوب ، بأعتقادي من الافضل أن يؤجل هذا الى أشعار أخر حينما تستبد الامور ونرى ماذا يحل بالايزيدية الانه كيانهم مهدد لربما الكل يهاجر و يبقون بلا وطن وحينها ما قيمة القومية والانسان ليس لدية شبرا من الارض تحتظنه.
هذا الشيء قاد ذاكرتي الى الحدث التاريخي الذي حصل إبانّ الثورة الفرنسية عام 1789وتحديدا في الرابع عشر من تموز وقصة ماري انطوانيت حيث يقال بأنه عندما اقتحم الشعب قلعة باستيل واحرقوها توجهت العائلة المالكة الى سطح القصر الملكي انذاك في عصر لويس السادس عشر وسألت ماري انطوانيت ماذا.؟ يريدون هولاء الغاضبون وكانت ألاجابة يا جلالة الملكة هؤلاء يريدون الخبز ، فما كانت من صاحبة الجلالة المفدية بأن تقول أعطوا لهم الكعك فخزانتي معبئة بما فيه الكفاية من البسكويت .
ورباط الكلام كما يقال هنا أن أصحاب الجلالة في السلطة الرابعة والمثقفين وأصحاب الشأن الايزيدي يبذلون العناء والجهد في سبيل ابراز موضوع القومية وتاركين معاناة أبنائهم الايزيدية اللذين مكثوا على ما يقارب أربعة أشهر بدون مأوى وفصلْ الشتاء على الابواب وخيمهم أنهدمت مع الزغة الاولى للمطر والاطفال ليس لهم من الكساء والملبس و أحذية تحميهم من البرد القارس قبل يومين شاهدت في احدى الفضائيات احد المراسلين الاعلامين يسأل طفل صغير من أهل سنجار النازحين في احدى المخيمات ، لماذا أنت حافي القدمين اليس لك حذاءاً لتلبسه وتقي قدميك ، فكانت اجابة الطفل بكل براءة لدي زوج من الاحذية لكن والدتي قالت سوف احتفظ بها لك الى حين ما يأتي الشتاء ياله من كلام يقطع القلب أرباً أرباً يا لقساوة الشتاء على هولاء الابرياء المساكين فهل هم بحاجة الى الكعك والقومية يا أخوتي وكم من بطون خاوية تنام بدون أكل وكم من رضيعاً بحاجة الى رشفة حليب وقطرات من الدواء ليخفف الالمه وكم من أمهاتن ينتظرون فلذات اكبادهموكم من شيخاً فارق سنياً عشرته وهيل قهوته تبأ لكم أيها الدواعش .