"أفاقّ ألآنفتاحّ ألآيزيدي على حكومة
بغداد"
سرهات شكري باعدري
لمن
يتابع عن كثب الشأن ألآيزيدي بعد الثالث من أب( أغسطس) يجدّ بأن البوصلة الايزيدية
بدء مؤشرها يتجه نحو الجهة الجنوبية وتحديداً في أروقة الحكومة المركزية .فهل...؟
يا ترى ماذا يدور وراء الكواليس وما
التحصيل الحاصل، عندما نريد أن نعرف الاسباب والدوافع لهذا الميلْ يستوجب علينا
الوقوف على هذه المؤشرات. وقبلْ غوض الغمار في هذه الاسباب سوف نسرد لكم بشكل موجز نبذة مختصر عن العلاقة
بين الايزيدين والمركز . يقطن حوالى 90% بالمئة
من الايزيديين ضمن الحدود الادارية التابعة لمحافظة الموصل منذ المئات السنيين
متعايشين بالامان والسلام مع كافة القوميات والاديان والمذاهب الموجودة في المنطقة
؛ حيث ينتشر الايزيديون في قضائي شنكال وشيخان وناحية بعشيقة وبحزاني وبعد انتفاضة
الكوردستانية في عام (1991) وتحرير أجزاء من كوردستان بما فيها مناطق الايزيديين
ضمن محافظة دهوك ومنذ
ذلك الحين حدث القطعية بين الايزيدين التابعيين للاقليم والمركز وساهمت عوامل اخرى مثل مقتل عمال الغزل والنسيج وغيرها بأن تتم قطيعة تامة
حتى على مستوى الدراسي في جامعة الموصل التي أصبح اعداد الطلبة الجامعين الدارسين
فيها الى أقل من ربع العدد مقارنة مع الاعوام السابقة ،ويمكننا أيجاز المؤشرات
التي ساهمت وبلورت في التحرك الايزيدي الاخير نحو الحكومة المركزية ونوجزها عزيزي
القاريء بما يلي:ـ
1ــ
أن المؤشر ألآول في أتخاذ البوصلة هذا الاتجاه يوعَز بأن أهمال الايزيديون من قبل
حكومة ألاقليم وخصوصاً بعد الابادة
الجماعية التي حصلت بحقهم في عقر دارهم وبعد أن اعلنت الجهات الرسمية بأن المنطقة
تحت أمرتهم وخصوصاً المناطق المتنازعة
عليها والتي هي من صلب حمايتهم ولكن يبدوا أن داعش لم يكن في الحسبان
وألانسحاب التكتيكي المتعارف عليه أيضا ساهم في ذالك بلا أدنى شكْ. وكذالك وقوف
القيادة في الاحزاب الكردستانية على بعد مسافة من الايزيدين في محنتهم من حيث
التنديد الرسمي او الزيارات
الميدانية للنازحين على العكس من ما بذلْ
من الاخوة المواطنين المسلمين والمنظمات الخيرية من سكنة المحافظات الثلاث الذين ابدو بلاءاً
حسناً ودوراً منقطع النظير وستبقى صفحة مشرفة.
2ــ
حكومة عبادي ان تشكيل الحكومة الجديدة من
قبل السيد حيدر العبادي بلا أدنى شك فتحت الباب امام جميع المكونات العراقية للاعادة
النظر في ملفاتها والتي كانت من أولوياتها التوافقية في دفة الوزرارة الجديدة ساهم
هذا التوافق في فتح نافذة على الايزيدين للايجاد بصيص من الضوء من خلالها .
3ــ
ألآنفتاح الايزيدي على المراجع الشيعية وأستقبالهم الوفد الذي أرسلْ من قبل أمير
ألايزيدية والتي حملت برسالة سموالامير الى المراجع الدينية منهم اية الله العظمي علي السستاني ( ادام ظله ) و السيد مقتدر الصدر والسيد عمار
الحكيم وتعاطفهم مع اخوتهم الايزيدين
وأدانتهم لما جرى لهذه الاقلية الدينية من
الابادة وسبي النساء وبيعهم في سوق الرقّ و فتحهم ابواب مرجعيا تهم امام ألآيزيدين والوقف معهم في محنتهم حيث وصل ألآمر بأن المرجعيات الدينية
في النجف أبدت استعدادها التام في استقبال ألآيزيدين في النجف أنها سابقة جديدة من
نوعها وعندما يعلن اية الله العظمى
السستاني (د.ظ) ويقول امام المليء بأن الايزيديزن أمانة في أعناقنا ويقول المرجع
الديني السيد الصدر بأن الاعتدء على الاخوة الايزيدية يعدّ ألآعتداء علينا ويقول رئيس
المجلس الاسلامي السيد عمارالحكيم يجب مراعاة المكون الايزيدي .
4ــ
تأخير تحرير سنجار والمناطق ألايزيدية ومعاناة النازحين في الشتاء كان له التأثير
الغير المباشر وجعلت نوع من عدم ألآمان والثقة بحكومة الاقليم وخصوصاعندما قفزت قواتها من فوق سنجار الى
كوباني، و تسليح المقاومة الايزيدية ببطء وبشكل ليس على ما يرام جعلت من الايزيدين
البحث عن البديل.
5ــ
زيارة الوفد ألآخير المكلف من قبل سمو الامير بلا أدنى شك سوف يغير ألافاق بين
ألآيزيدين والحكومة المركزية وذالك لشمولية اللقاءات بينهم وبين أصحاب القرار ووعودهم المبرمة لوفد ألآيزيديين
المدعوم من قبل المراجع الدينية الايزيدية ولا سيما سمو الامير تحسين سعيد على والجارية على قدم الوساق للمرحلة
المستقبلية للعلاقات الايزيدية مع حكومة
المركز وخصوصاً بعد تحرير الموصل.ألآن
الثقل ألايزيدي يتمركز في هذه المحافظة وفي نهاية المطاف يكون للايزيدية دوي صوت
في اي اجراءيتخذ.
6ــ
تصريح سمو الامير تحسين سعيد علي ألآخير الذي أكد سموه وبجدية على العمل في ألاطار
الايزيدي وبعيداً عن كل ألاطرّ الاخرى جعل هذا من المؤشرأن يتجه بزواية 180 درجة نحو الحكومة المركزية
التي لا يجد الايزيدية غيرهم البديل في المرحلة الانيية وان قلنا في المستقبلية
ايضأ هذا ليس جزافاَ. خصوصاً عندما نعرف بأن الايزيديون لهم تأثير هامّ على بعض
المجريات في الساحة وعلى سبيل المثال وليس الحصر تأثيرهم في أنتخابات الدستور
العراقي في اكتوبر من عام 2005 الذين أجروا له الاسعافات ألآولية في لحظاته
ألآخيرة وكان لهم الدور في أنبثاق هذا الدستور
أن شئنا أم أبينا فلهم تأثيرهم في منطقة سهل نينوى وموضوع المنطقة ألامنة وخصوصاً
بعد اللقاء الذي جرى بين رجال
الدين المسيحين ورئيس الوزراء العراقي
الذي أكد على دور الاقليات وبذل قصارى الجهود من اجلهم كونهم اللبنة الاساسية في
تاريخ العراق منذ الازل وتلميحهم بالضوء ألآخضر في أقامة منطقة أمنة لهم في سهل
نينوى .
مسك
الختام من القول هنا ، أن الكرة ألان أصبحت في ملعب حكومة أقليم كردستان فهل يا
ترى:ــ بأن الروح الرياضية العالية سوف يسهم في أحتواء ألآصل (وشتان بين ما كان في
الامس ألآصل واليوم يكون الفصل) هذا ما لا
يتمناه الكثير. لكن ليس الرياح تهبّ كل حيناً صوب ما يشتهيه الرَبّان والسّفن!!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق