الاثنين، 1 ديسمبر 2014

عندما يَصّبح الوَطنْ حَقيبة سّفر
لَنْ يكونّ لدينا ما نحّيا منْ أجله,ألآ أذا كنا على أستعداد للموت من أجله( الوطن أو الموت) هذا ماقاله  الثائر الكوبي جيفارا الذي ظل الوطن عالقاً في مبدئه وفكره ظناً منه بأن الانسان  والوطن  مرادفان يستحيل بأن يتجزئا عن بعضهما، ويكملّ الواحد منهم الثاني والموت أهون من أن يعيش المرء بدون وطنّ.
 كما دَونّ رائد الشعرالحرالعراقي عبدالوهاب البياتي موصفاً نفسه بالبعد عن الوطن والطريد منه الى الابد مخاطباً لتلك الارض التي أحضنته بهذه الكلمات الشجية التي نستهل به مقالنا هذا :ــ علمت أني هارب طريد في غابة ،في وطن بعيد ، تتبعني الذئاب عبر البراري السود والهضاب وحلمت أني بلا وطن ،أموت في مدينة مجهولة وحدي بلا وطن .أذاً الكل ينادي الوطن ،الجميع متمسك بتراب الوطن. الوطن هو ألآغلى .
والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم ولربما بالآمس ايضاً لماذا الايزيديون يتنافرون مع الوطن لماذاالايزيديون يشدون الرحال الى عالماً خيرعالمهم الى ارضاً ليست ارضهم ، الى حيث ديار الغربة بعيدا عن ارضاً أوتهم عبر القرون، أرض الاباء والاجداد ارض الشموخ والعلياء تلك التراب الزكية  التي أرتوتّ بدمائهم الطاهرة لقدّ باتْ ألآستغناء عن أرض الاباء وألآجداد عن أرض المقدسات والكرامات عنوة صفة سائدة وأفة تنخر في الجسد الايزيدي وخصوصا بعد تلك المجزرة والابادة الجماعية التى تعرضوا لها وهم في عقر دارهم.

دعونا أن نَطرح بعض الاسئلة الملحة والتي يستوجب  طرحّها على المليء  في هذا المّضمار الذي يتطلع اليه الغالبية من أبناء هذه الجلدة المغلوبين على أمره، الذين يتعرضون الى أبشع الانتهاكات التي لم ينالها على مرّ التاريخ سَواهم .هل..؟ أن حلول المعظلة  التي يعانونها ألآيزيدية تكمن في شدّ الترحال والبعد عن أرضاً أحتوتهم منذ الالوف من السنين بأمتعة حقيبة تحتوي في داخلها أرثهم الحضاري ومجدهم ألتأريخي ويرفعون الراية البيضاء بهذه السهولة ويسلكون طريق الهاوية المليء بالمخاطر والصعاب  ويقارعوّن أمواج البحار  من أجل أن توطء أقدامهم جنة أوربا الموعودة .وما أدراهم ما أوربا أنها أرض التشتت والضياع نحو المجهول ولا يقلْ هلاكها عن ما يعانيه في أرضه .أذا بكلاّ الحالتين الايزيدي هو الضحية  والخاسر الاكبر في المعادلة الحسابية الانية. الكل يبذلْ الغالي والنفيس من أجل حفنة من تراب الوطن هل سئم الايزيدي الى هذه الدرجة ليبيع ارضه بحفنة من الدولارات لكي يدفع ثمن فاتورة ايصاله الى برألآمان .

هل أن هذه ألآرض الموعودة في الغربة هو الضمان في الحفاظ على ألآرثه الحضاري هل أصبح  الوطن رخيصا الى هذه الدرجة لكي يودعه الايزيدي والى الابدّ ،أم أن الايزيديون لم يعدوا القبول بتلك الارض التي لم ترضى بهم وجعلتهم يتعرضون الى أربعة وسبعون ابادة جماعية و مابرحّ الارض لم تنوي أحتضانهم فهم أيضاً بدورهم يريدون مغادرتها  والابتعاد عن همومها وشجونها وأهاتها و ويلاتها التي لا تحصى .
بذالك  يصَبح ّحالنا أشبه ما يكون بالمنشار في القطع ، الى الامام ياخذ من الخشب وفي حالة الرجوع ياخذ منه ايضا .عندما نبقى في ارضنا المعطاه نتعرض الى القتل والتنكيل والسبي وعدم المساواة والمهانة والذل والاقصاء والشعور بعدم المواطنة والعيش في وطناً من دون ألآنتماء اليه  و يواجهنا ايضاً في حالة سحب المنشار نفس  المصير المجهول وبأعتقادنا كل ما هنالك في الامر أن نهيء حقيبة ببعض الامتعة  ونشد الرحال الى الجنة الموعودة اوربا  الحل الاسلم من بقاءنا ان نضطهد وننحرّ على الهوية والانتماءوالعرقي  لسبىّ نساءنا وبناتنا ويكون لنا الحّظ  ألآوفر للعيش الكريم والمواطنة الحقيقية في ديار الغربة حيث الامان والحرية  ،لذا يجب علينا التسرع في تهيئة حقيبة السفر من أجل أن لا يفوتنا قطار العمر متناسين بأن الذئاب السود تلاحقنا ولكنها من دون أن تكشر لنا أنيابها، بلْ تجعلنا بأن ننصهر في بودقة مجتمعاً سبقنا الى التطور بأشواط بعيدة ونمرّ كالمادة في حالتها الفيزياوية  التي يطلق عليها  (خاصية التسامي )والتي تعرف بمرور المادة من الحالة الصلبة الى الحالة الغازية من دون المرور بالحالة السائلة. عندما نلتجيء الى هذا البلاد يجب أن نضع أمام بصيرتنا بأننا سوف نتعرض الى التصادم الحضاري التي اشبه ما يكون باختلال التوازن وهذا ما نشاهده في التغيرات المناخية التي تحصل في  الجو اي عندما تصطدم كتلة هواء باردة مع اخرى دافئة يولد صعقاً هكذا يكون مصيرنا  نصعق بالمجتمع الجديد، وبكل تاكيد سوف يولد لدينا صداماً ودوياً قوياً يوثر على هذه العقيدة في مراحلها الاستراجية القادمة  ونفقد بذالك كما يقال الخيط والعصفور معاً،  سوف نفقد السيطرة على الجيل الجديد الذي سوف يتربى  في كَنفّ و أحضان ثقافة وتقاليد بيئة تختلف كليا عن ثقافة مجتمع الاباء والامهات  كيف لنا أن نتأقلم مع مجتمعاً وصل الى مراحل متقدمة في التكنولوجيا بحيث يصنعون اشياء  لا ندرك نحن استخدامها  حيث أصبح كما يقال الزواج  لديهم عن طريق الفايبر  والطلاق عن طريق ميسنجرّ. روى صديق لي وقال:ـ عندما ذهبنا الى احدى الدول الاوربية  وطلبا حق اللجوء مكثنا في (الهايم) اي دار اللاجئين وكانت هناك سوبر ماركت  قريبة كنا نتبضع منها  حاجياتنا ومنها المعلبات أيضاً  وتعودنا على نوع معين بصراحة  كانت لها نكهة لذيذة  فبدئنا نتبضع منها يومياً  وفي احدى الايام أوقفتنا المحاسبة العاملة على صندوق الدفع هناك  وقالت هل تعرفون القراءة باللغة المانية فقلنا لا وتدبرنا امرنا ببعض الانكليزية المكسرة وبمساعدة  الاشارات اليدوية  وحركات الراس التي هي لغة  الترجمة السائدة لدى غالبية الاجئين  الذين يتقنون لغة الصم والبكم بعد ان كنا في بلادنا متعلمين واصبحنا بحكم الغربة امياً  فهمنا ما تبغيه العاملة  حيث سئلت كم قطة عند كم في البيت وتبين لنا الامر في النهاية  باننا كنا طوال الوقت ناخذ من هذه المعلبات  المصففة في رفوف خاصة للقطط ومن أين نعرف ذالك  حيث كنا في بلداننا نعطي ما يفضل من العظام  للقطط أن فضلّ لحسن حضهم . لربما يتعارض هذا الشي مع الكثير من الاراء التي تبغي الهجرة للايزيديين ويرى الحل الامثل لهم في هذه الفترة العصيبة  لكن يقيناً ان البحث عن حلول اخرى كالادراة الذاتية والمنطقة الامنة اسوة بالاقليات الاخرى افضل من تجهيز الامتعة والرحيل نحو المجهول ونحوا الهاوية ليصبح الوطن لنا حقيبة سفر و نرحل من غربة الوطن الى وطن الغربة وندع تأريخنا وتلك  التضحيات التي التي بذلت تذهب سدداً وهباءاَ في ادراج رياح غربة اوربا، التي لتي لا ترحم ونبقى ذوات الراس ألاسود مهما أستخدمنا أنواع ألآصباغ للشعر 

ليست هناك تعليقات: