الأربعاء، 3 ديسمبر 2014



الايزيديون فسروا الماء بالماء
من المؤسف أن نجدّ اليوم على الرغم من الضروف المأساوية والابادة الجماعية التي تعرضوا اليها ألآيزيديون هذا التنافر بين أبناءه عوضاً عن حراكْ أوعمل يلمَلمّ شتا تهم لمواجه الواقع المزري الذي يعيشونه بعد أن سبي نساءهم وتشردت العوائل وأفترشت الارصفة وهياكل الابنية وظلْ الاشجار مأوى لهم. هل..؟ يتسنى للمرء أن يقول بأن الايزيديون قد تغيروا و لوبقدر شعرة واحدة بعد الاحداث الدامية التي هزت كرامتهم قبل ان تهز كيانهم وعقيدتهم وهم في عقرّ دارهم ودعائهم ينصب في الخير والسلام و في مضمونها الخير والوئام للانسانية جمعاء حيث تقول سبقة دينية (يارب أرحّم أثنان وسبعون ملة ومن ثم ارحمنا بنعمتك الواسعة ) عندما نفسر هذا النص الديني يحمل بين طياته الكثير من العبر الانسانية .
دعونا أن نضع النقاط على الحروف و نسمي ألآسماء بمسمايتها و نسلطالضوءعلى واقعنا الحقيقي وبلا رَتوش ونأخذ شنكال نموذجا لهذه الحالة التي نشير اليها. بعد رَحيل الطاغية سيطرت ألآحزاب الكردية على الغالبية المطلقة من المنطقة وبرزت الى جانبها حركة الايزيدية من أجل الاصلاح والتقدم والتي لم تكنْ الا شوكة في خاصرة الايزيديين الانها لم تحَرك ساكنْ بلْ جعلت من الايزيديين بأن يدورون في فلكهم حيث كانت بمثابة حرباء تغير لونها حسب ما تقتضيها الضروف الملائمة حولهاتارة تنسبنا الى الاشوريين وتارة الى العروبية وعندما يشتدّ الخناق عليها فتقول نحن الايزيديون وها نرى انفسنا اليوم بأي حالاً يرثى له. الاحزاب الكردية كانت تارة تقول بأن شنكال قلب كردستان، وتارة تقول الايزيديون الاكراد ،وتارة اخرى الاكراد الايزيديون والايزيديون الاصلاءوبقينا على هذه الوتيرة الى ان وقع الفأس بالرأس.
وقعت الفاجعة وأغتصّبت شنكال على بكرة أبيها بين ليلة وضحاها ولحدّ اليوم السيناريو غير معروف والاراء متضاربة ولكن يوماَ بعد يوم تكتشف المستجدات . على غرار هذه الاحداث طافت شوارع أوربا بالمدّ العارم من المظاهرات التي نددت بالتكفير والارهاب ولاقت صداها الكثير من العون على الصعيد الانساني ولكن لم تكنْ بمستوى الحدث. بدءت الجالية الايزيدية الاهتمام الواسع بكتابة الرسائل التي تضمنت مطاليبهموتنديدهم لما حصل في مناطقهم ولكن الغالبية من هذه الرسائل لم تجدي فحواها لربما كانت لا تحمل الطابع البريدي. الجولات المكوكية للوفود الايزيدية جعلت أزمة خانقة في حركة الطائرات والمطارات حيث توجهت وفود مختلفة وفي جميع الاتجاهات ،الم يكن ألآجدر بسماحتكم وفضيلتكم وسيادتكم ان تتفقونْ على رأي واحد واتفاق واحد قبل ان تشدوا الرحال الى المحافل الدولية لنقل قضية ابناء جلدتكم المتشردين . الذين طافت خيامهم بالماء وكأنهم يعيشون في الاهوار من اول زغة مطر خريفية و ما بالكم من الشتاء القارس.
حبذتْ عزيزي القاريء أن أسردّ لكم هذا المثل ونواصل معكم المشوار لما نبغيه من مقالنا لهذا اليوم .يقال : بأنه سَئل أحد الفتيان والده قائلاً ما معنى الفساد السياسي يا أبتي فأجابه والده يا بني انك مازلت صغيراويصَعب عليك فهم هذه الامور ولكن دعني أن اقرب لك الصورة ضمن أطار العائلة .على سَبيلْ المثال أنا أصرف على البيت أنا الرأسمالية وأمك تدير شؤون البيت فهي الحكومة وأنت تصرف فأنت الشعب واخاك الصغيرهو أملنا ويطلق عليه المستقبلْ وخادمتنا هي القوى الكادحة .دار في مخيلة الفتى الكثير من الآفكار قبل أن يخلدّ الى النوم وفي اثناء النوم أستيقظ على نواح أخاه الصغير وهو يبكي فذهب اليه في الفراش فوجده بدون حفاظة ذهب الى والدته ليبلغها بأمر شقيقه الذي يبكي فوجدها في سابع نومها، بحث عن والده فلم يجدّه في فراشه وبَحثْ عنه في فناء الدار فلم يفلح وبعد حيناً سمع صوت القهقهة والضحكات تتعالى في باحة الدار فذهب الى حيث الصوت وتردد عندما وجد والده مع الخادمة . عاد الفتى الى فراشه وسلسلة افكاره متشتتة وعندما أستيقظ في الصباح ذهب الى والده وقال :ـــ أبتي لقد فهمت الان ما هو الفساد السياسي هو عندما تلهوا الرأسمالية بالقوى الكادحة وتكون الحكومة في سابع نومها، حينها يصبح الشعب متشتتاً وذليلاّ في عيشه ويفقد الامل في المستقبل ْ.
هنا أريد أن أقول أذا كان المسؤول الحزبي الايزيدي خارقاً الى حد النخاع في تلبية أوامر مرؤوسيه ومجلسنا الروحاني مطعم روحانيته بنكهة السياسة ومعطل حسب راي بعض الاخوان قبل احداث شنكال والان أعيد العمل به بعد احداث شنكال بقوة نابض ألآرجاع ولجنة اغاثة شنكال ومثقفيننا منهمكين بمصالحهم الشخصية البحتة والانانية تفوح من تكتلاتهم الذين يرون انفسهم في وادي والبقية في وادي أخر وينفردون في مشاوارتهم واجتماعاتهم من دون أن يخرج من أطارهم وكأنهم ألآولى بالمعروف.
ماذا أفلحنا بعد مرور اكثر من ثلاثة اشهر على تلك المجزرة التي حصلت في شنكال الم نرجع الى المربع الاول الذي كنا فيه قبل الاحداث ،وجَعل من قابنا قوسين وأدنى منه ،الم يكن تفسيرنا للماء بالماء وأني على يقناً تام بان هذا الكلام لا يروق الكثير لكنها الحقيقة ولابدّ من قولها وأن غداً لناظره قريب!!!.

ليست هناك تعليقات: