ألآمير تحسين سعيد على في السطور
التاريخهو تحليل وفهم للأحداث التاريخية عن طريق منهج يصف و يسجل ما مضى من وقائع و أحداث و يحللها و يفسرها على أسس علمية صارمة بقصد الوصول إلى حقائق تساعد على فهم الماضي و الحاضر و التنبؤ بالمستقبل. .عندما نودّ معرفة المزيد عن شخصية أيزيدية حافلة بالعطاء والمثابر ونعطي له دوره الريادي في تسيرّ دفة أمور هذه الديانة منذ ان تسلم منصب ألآمير فترة ما يقارب السبعون سنة تقريباً ،هنا يستوجب علينا ان نرجع عقارب التأريخ بعض الشي الى الوراء، ونستلهّم المعرفة من تلك المقولة ألتأريخية التي مفاده يقول( بأن وراء كلّ رجلْ عّظيم أمراة عّظيمة ) ومن هذا المنطلق يستوجب علينا بأن نذكّر ونتذكّر دور تلك المراة العظيمة في تكوين دور الامير المبجل اطال الله من عمره وجعله ذخراً لنا في السراء والضراء. لعبت ألآميرة ،و الزوجة، والام ،والجدة، ميان خاتون اسكنها الله فسيح جناته دوراً منقطع النظير في تكوين شخصية الامير وفي أدارة شؤون الامارة و أقليتها الدينية .وهي تنتمي الى سلالة بيت الامراء في العراق ولدت في عام 1873 تقريباً وتربت في بيت الامارة الايزيدية في باعدري تزوجت من أبن عمها ألآمير على بك بن حسين بك جدّ ألآمير تحسين بك ألآمير الحالي للايزيدية في العراق والعالم وكانت لها الدهاء والمشورة في الكثير من أمور الامارة بفضل ذكائها وشخصيتها ،حسب شهادة الكاتبة والرحالة البريطانية المشهورة (المس بيل) لتي زارت الاميرة ميان خاتون في قصر الامارة بباعدري في عام 1909 الميلادية .أستشهد ألآمير علي بن حسين بك في باعدري من على شرفة سطح قصره المطل على جميع اطراف عاصمة الامارة الايزيدية والتي مازالت أطلالها باقية الى يومنا هذا حيث يقال في صيف 1913 وتحدياً في يوم الثالث عشر من شهر حزيران، وقيل بأنه قبل مقتله تنبيء المنجمون ألآيزيديون واالذين نطلق عليهم بالعامية مصطلح (كوجك) بأنه سوف تحدث كارثة في الايام المقبلة وحسب شهود عيان فأن الكارثة كانت حدوث كسوف الشمس الكلي حيث أظلمت الدنيا في عز الظهيرة وكان في ذالك الحين الكارثة برمتها وبعده بفترة وجيزة تم أغتيال ألآمير علي بن حسين بك ومن المواقف التأريخية الاخرى حسب ما راوده كاتب من ألآخوة المسيحين من اهل القوش لا تسعفني ذاكرتي بأسمه في صفحة بحزاني وحسب مذكراته وهو الان عايش في الولايات المتحدة الامريكية بأنه كان هناك وفد زائر من كنيسة في روما الى المدرسة اللاهوتية في الموصل وأراد الوفد زيارة معبد لالش مرقد شيخ عادي(عليه افضل السلام) وجاء الوفد الى كنيسة قرية النصيرية المحاذية لباعدري وفي الصباح الباكر أنطلق الوفد حيث معبد شيخ عادي( ع) قاطعاً حدود قرية باعدري متجهين الى المعبدّ من دون المرور على قصر الامارة وحين انتهاء مراسيم الزيارة وفي طريق العودة قرر الوفد زيارة الامير على بك وبعد ان استقبل الوفد من قبل الامير بكل حفاوة و عاتبهم ألآمير بأنهم لم يلقوا عليه التحية أثناء مرورهم منطقته وهذه المخالفة عليها جزية وحسب الاصول المعروفة لدينا نحن المسيحيين وألآيزيديين.فما كان من رئيس الوفد السيد المطران الا ان يقول يا سمو الامير أننا كنا في زيارة شخصية يفوقك المقام وهذا ما اعاق زيارتنا الى قصرك فأثار ذالك من غضب الامير وبان من على ملامح وجه الوقار و العصبية وقال من هذا ألآعلى شأناّ من علي بك في المنطقة بأسرها وما كان من رئيس الوفد بأن يجبه مازحاً لقد كنا في زيارة جدك شيخ عادي علية افضل الصلوات وما كان من الامير ألآ يستسلم للامر الواقع هكذا كان دهاء الامراء الايزيديين عزيزي القاريء.
بعدها نصب الامير سعيد بن علي بك على عرش امارة الايزيدية وكان عمره لا يتجاوز ألآثنتي عشر ربيعاً بعد مرور 15 يوما على وفاته في تموز 1944، وبترشيح من جدته ميان خاتون تم تنصيب ابنه الامير تحسين بك اميرا للايزديين في 15 . 8 . 1933 ولد الامير تحسين بك في باعدرى التابعة لقضاء الشيخان. لکن سنة ميلاده في السجلات الرسمية للاحوال المدنية العراقية هي 1920. ذلك لانه في عام 1956 وباقتراح من سعيد قزاز وزير داخلية المملکة العراقية قام بتکبير مواليده ليتمکن للترشيح لعضوية مجلس لنواب، حيث لم يحصل ذلك، لانه قبل اوان موعد الانتخابات للدورة الجديدة، حدثت ثورة 14 تموز 1958. لم تعش ميان خاتون لتشهد ولادة عهد جديد في العراق، ففي عمر يناهز الثالثة والثمانين توفيت الاميرة في 31 . 12 . 1957، لتسدل بذلك الستار على احدى اروع الفترات في تاريخ الامارة ألآيزيدية تلك ألآمارة الوحيد الباقية في المنطقة تلك الامارة التي لعبت المرأة الايزيدية دوراً تأريخياً فيها.في نيسان 1969 وبعد احداث حرکة العقيد عبد الوهاب الشواف في الموصل بشهر واحد، تم اعتقال الامير تحسين بك برفقة کل من ديوالى سعيد آغا الدوسکي، عبد الله آغا الشرفاني، سعيد واحمد آغا ولدى الحاج شعبان العمادي وعبد العزيز الحاج ملو وآخرين في کرکوك. ثم اطلق سراحه مع عبد العزيز الحاج ملو بناء على برقية خاصة من البارزاني. لکن تم نفيه الى بغداد لمدة ثلاثة اشهر.في اوئل 1960 الى تموز 1961 تم نفيه الى کل من العمارة وبغداد والديوانية. وکان راقدا في احد مستشفيات بغداد عندما زاره البارزاني بنفسه بداية 1961 الذي کان ما زال مقيما في بغداد. لدى قيام ثورة ايلول 1961 اعتقل واحيل الى المحکمة العرفية الخاصة في الموصل، بتهمة تحريضه وقيادته للمظاهرات ضد الدولة ومناصرة الثورة، وکان ذلك کافيا لاصدار حکم الاعدام ضده، لکن بفضل مساعدة القاضي فيصل کشمولة، نجا من المقصلة وافرج عنه.طوال سنوات ثورة ايلول لم ينقطع دعم الامير لها ابدا، ثم التحق بها في کانون الثاني 1970قبل بيان 11 آذار بشهرين، واستقر في ناوبردان بالقرب من مقر البارزاني، الى نهاية الثورة في آذار 1975، حيث توجه الى ايران. و بعد شهرين اي في حزيران هاجر الى بريطانيا واستقر في لندن لمدة اثنتا عشرة سنة قضى سنتين منها في معهد اللغات وتعلم خلالها اللغة الانجليزية. بتاريخ 9 . 9 . 1981 عاد الى العراق. تعرض للاغتيال وجرح مرتين، الاولى کانت في18. 2 . 1992 بين الموصل والشيخان، وقد استشهد خلال الحادث صهر الامير وسائقه الخاص حسين شيخ على المعروف بشهيد الايزيدية الف رحمة على روحه الطاهرة الزكية والثانية في 22. 9. 2003 بين القوش والشيخان ساهم ألآمير مساهمة فعالة في انقاذ الايزيديين من الحرب الضروسة لصدام ضد ايران حيث حافظ على ارواح الكثريين من خلال السرايا الايزيدية اتخذ موقفاً نبيلاً من الانتفاضة واتسم بالحنكة السياسية عندما قال بان الايزيديون اكراد
ساهم الامير في الكثير من القضايا التي ادت الى تقوية التماسك الاجتماعي الايزيدي منها تحديد المهور على سبيل المثال الموقف الحازم من الاختلافات والخلافات بين الايزيديين وأخيراً وليس أخراً مساهمته في محنة شنكال وتلك الكارثة التي حصلت في سيبا وشيخدري حيث حضر مكان الحادث وتبرع بالاموال من أجل تلك المحنة وعلى ما أتذكر بأنه كان يتجاوز أثنتا عشر مليون حين ذاك، اضافة الى جمعه ستون مليون دينار من ألآيزيديين ، تنازل ألآمير عن خيرات الايزيديين الى صندوق الخيرات للايزيديين وبناءأ على طلب المجلس الروحاني سمي الصندوق المذكور بصندوق الامير تحسين سعيد علي بك وساهم هذا الصندوق بالتبرع الى حالات الامراض المصتعصية والكوارث الطبعية واحتياجات المعوزيين من الفقراء الايزيديين شارك الامير في الكثير من المؤتمرات والكونفراسات الايزيدية ساهم بشكل فعال في تقوية اواصر الصلة بين الايزيديين سواء في روسيا او الايزيديين الاتراك الساكنيين في اوربا وأخيراً كان مؤتمر ديار بكر أكد الامير في أكثر من مناسية بأن ألايزيدية اكراد أصلاء وحسب اعتراف السيد مسعود بارزاني بأنه اذا لم يكن هنالك ايزيديين فليس هنالك أكراد وألآيزيديين هم ألآكراد (الرسن) مع تأكيد سمو الامير بألآحتفاظ بخصوصيتهم الدينية وقدّ أتخذت الحكومة الكردستانية الكثير من توجيهات ألآمير حيث جعلت في يوم عيد رأس السنة ألآيزيدية الذي يصادف ألآربعاء ألآول من النيسان الشرقي عيدأً رسمياً في جميع الدوائر الحكومية مثل هذه المناسة سوف تبلور الكثير من المعطيات عن طريقها سوف يعرف الاخوة في السليمانية أوفي أقصى بقاع كردستان بأنه هنالك ايزيدية فعندما ينهض الطفل في السليمانية في يوم الاربعاء وينوي الذهاب الى المدرسة وتقول أمه أخلد الى النوم يا بني ويبادرها الطفل بالسؤال لماذا يا والدتي اليوم ليس جمعة اعلم يا عزيزي فاليوم يوم الاربعاء وهذا اليوم هوعيد رأس السنة الايزيدية عيد اخوتنا الايزيدية اليس هذا أنجاز بذاته بأن يعرف الجميع تقاليدينا ونحافظ على طقوسنا الدينية ونمارسها بحرية في هذا الضرف . الامير ساهم في قيدّ أنشاء برلمان أيزيدي مصغر يسمى المجلس ألآيزيدي الاعلى الذي سوف يشرف على القضايا الايزيدية والمزعم أنشاءه قريباً من الوجهاء الايزيديين ونخبة من المثقفيين ألآيزيديين ولم يبقى الا المسات الاخيرة في هذا الانجاز .كان دور الامير مع ألآخوة من أعضاء المجلس الروحاني وبألاخص رئيس القوالين دورا فاعلا وموقفأ أبياً في محنة الطالبات الايزيديات الجامعيات حيث عمل كل ما في وسعه لوصولهم الى اهاليهم بأمان . بادر سمو الامير بمبادرة تأريخية وأنسانية سوف يدخل ألتأريخ من اوسع ابوابه حينما أوعز الايزيديين بأن يفتحوا ابوابهم على مصراعيها أما النازحين والهاربين من أعداء الانسانيةوأعداء البشرية خفافيش الظلام .أن ما يميز شخصية ألآمير ذالك الصبر الذي يتحلى به في تقبل الراي فأنه يتقبل بصبره الذي لا حدود له في قبول ألآراء والمقترحات التي تؤدي الى النهوض بالواقع الايزيدي نحو الافضل ان ما سطرناه من الكلام بحق هذه الشخصية و الزعيم الروحي ألآيزيدي لا يعتبر الا غيضاً من فيض كما يقال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق